قلوبنا تبحث عن صلاح الدين
هالة الدسوقي
ما أشبه اليوم بالبارحة ..وما أحوجنا لأخذ جرعة أمل تعيدنا للحياة – بذكر فارس مغوار تحرر على يده بيت المقدس في يوم من الأيام – وذلك بعد أن تعبت أرواحنا مما نعايشه ونراه ونسمعه لإخوان لنا على ظهر أرضهم يُقتلون ويُذبحون ويُشردون ويُجوعون ولا نعرف نهاية لما هم فيه.
ظهور فارس مغوار يوقف رعونة هؤلاء الصهاينة الهمج حلم نتمنى تحقيقه ..كان قديما أيضا حلم .. لمن ذاق الويلات على يد الصليبيين وأنعم الله عليهم بظهور هذا البطل بعد مرور 90 سنة من الغزو الصليبي جاء ليوُقف ما يرتكبه الصليبيين من مجازر وحشية وأفعال همجية ..
هذا”صلاح الدين الأيوبي”، الذي لا يجهله أحد، ويعرفه الغرب قبل الشرق، والذي كان يردد:” والله إني لأستحي من الله أن أبتسم، وإخواني هناك يعذبون ويقتلون.. كيف أبتسم والأقصى أسير؟”
إذا فقد اتحدت روح هذا البطل وتشبعت بتلك القضية وسعى جاهدا لتطهير هذه البقعة من نجس الغزاة، حتى رزقه الله الفتح المبين ودخل بيت المقدس في رمضان سنة 583 هـ بعد الانتصار في معركة حطين..
وكان الصليبيون قد ارتكبوا مذابح وجرائم يندى لها الجبين منها مجزرة وحشية راح ضحيتها سبعين ألفا من أئمة المسلمين وعلمائهم وعُبادهم وزهادهم ممن فارقوا الأوطان وجاوروا ذلك الموضع الشريف ليحتموا به ظنا منهم أن الصليبيين لن يقتحموا الأماكن المقدسة.
ومن فجرهم .. أمروا الأسري المكلومين بمسح الشوارع الغارقة بدماء هؤلاء ودموعهم تنهمر أنهارا.
وكما يحدث الٱن لم يرحم الصليبيين طفلا ولا امرأة ولا شيخا بل اعملوا فيهم القتل والاغتصاب والتنكيل والتعذيب، وكما لم يرحموا البشر لم يرحموا الحجر فهدموا المساجد وحرقوا المنازل.
ويعيد التاريخ نفسه.. والآن شهدائنا في غزة تخطوا الـ 30 ألف والجرحى عدد مهول أيضا والمشردين والجوعى بالملايين، ونحن قليلو الحيلة .. ولسان حالنا ينطبق عليه ما ردده الناصر صلاح الدين : “إلهي.. قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك، ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل.”