الأمين العام لـ«الأوابك»: خلق فرص أعمال وعقود جديدة للشركات العربية
فى حواره لـ«البريمة»
حوار/ سيد الأبنودي
الأمين العام لـ«الأوابك»: خلق فرص أعمال وعقود جديدة للشركات العربية
تحقيق المصالح والمنافع الاقتصادية المشتركة
تأسيس مجموعة من الشركات العربية البترولية
تعزيز مسيرة الصناعة البترولية العربية
منذ أن تأسست منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك»، فى عام 1968 لتحقق تطلعات الدول الأعضاء نحو زيادة التعاون وتبادل الخبرات فيما بينهم في الصناعة البترولية، بهدف تحقيق المصالح والمنافع الاقتصادية المشتركة، وبما يسهم في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء في المنظمة.
ولعل النجاح الأهم والأبرز للمنظمة هو نجاحها في تأسيس مجموعة من الشركات العربية البترولية، وهي الشركة العربية البحرية لنقل البترول في عام 1972 ومقرها في مدينة الكويت، والشركة العربية لبناء واصلاح السفن (أسري) في عام 1973 ومقرها في مملكة البحرين، والشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) في عام 1974 ومقرها في المملكة العربية السعودية، والشركة العربية للخدمات البترولية في عام 1975 ومقرها في دولة ليبيا.
ولقد ساهمت الشركات العربية المنبثقة عن المنظمة، وبصورة فاعلة، في تعزيز مسيرة الصناعة البترولية العربية، وذلك من خلال ما نفذته من مشاريع بترولية مشتركة أو منفردة، وكذلك في تمويل المشاريع البترولية في العديد من الدول العربية الأعضاء وغير الأعضاء على حد سواء.
وبالرغم من تلك الإنجازات، مرت الشركات العربية المنبثقة أيضا بالعديد من التحديات خلال مسيرة عملها أثرت على نشاطاتها وأعمالها، لكنها استطاعت التغلب عليها لتثبت أهميتها في دعم مسيرة التعاون العربي المشترك.
وعن أهم الجهود التى قامت بها الأوابك خلال الفترة الماضية، ومشاركة المنظمة في مؤتمر المناخ القادم Cop27 الذي سيعقد في مصر، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق النفط والغاز بشكل عام، انفردت «البريمة» بإجراء حوار خاص مع الأمين العام السيد علي بن سبت.
الحوار:
* ما هي جهود منظمة أوابك لإيجاد الفرص الاستثمارية للشركات المنبثقة عن المنظمة في الدول الأعضاء؟
** حرص مجلس وزراء المنظمة الموقر على تقديم الدعم الكافي للشركات العربية المنبثقة، وتفعيل العلاقة بينها وبين الأمانة العامة للمنظمة على نحو يساهم في تحقيق الدور الذي أنشئت من أجله، وأعطى لها الأولوية في خطة تطوير وتفعيل المنظمة.
خلق فرص أعمال وعقود جديدة
ولتحقيق ذلك، قرر مجلس وزراء المنظمة الموقر في اجتماعه السابع بعد المائة الذي انعقد في شهر ديسمبر 2021، قيام الأمانة العامة للمنظمة بدور الوسيط بين الشركات العربية المنبثقة والشركات الوطنية في الدول الأعضاء، ليكون هناك دور تكاملي فيما بين الشركات وليس تنافسياً، ولتسهيل حصول الشركات المنبثقة على فرص عمل في الدول الأعضاء تتناسب مع طبيعة عملها. وتسعى الأمانة العامة لبذل كافة الجهود الممكنة لوضع قرار مجلس الوزراء الموقر موضع التنفيذ، حيث قامت بتنظيم اجتماع بتاريخ 25-26 يونيو 2022 في مدينة القاهرة -جمهورية مصر العربية، بحضور ممثلين عن الشركات المنبثقة والشركات الوطنية في الدول الأعضاء، وكان الهدف من الاجتماع هو فتح باب الحوار والتباحث حول إمكانية خلق فرص أعمال، وعقود جديدة، وأية خدمات أو استشارات أخرى ذات الاهتمام المشترك بين الشركات العربية المنبثقة عن المنظمة والشركات الوطنية في الدول الأعضاء.
* ما هي طبيعة مشاركة منظمة أوابك ودولها الأعضاء في مؤتمر المناخ القادم Cop27 الذي سيعقد في جمهورية مصر العربية؟
بصفة مراقب وعضو رئيسي في فريق المجموعة العربية
** تشارك منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) في مفاوضات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بصفة مراقب وعضو رئيسي في فريق المجموعة العربية ضمن الفريق التفاوضي العربي المشارك في عملية المفاوضات وذلك ضمن الآلية العربية المتبعة في عملية التفاوض وذلك من خلال تحديد الخطوط الحمراء في النصوص التفاوضية والتي قد تؤثر على مصالح الدول العربية وحقوقها في التنمية المستدامة، وتحديد الأولويات القصوى التي لا يمكن التخلي عنها في النصوص التفاوضية أو البلاغات التي تقدم لأمانة الاتفاقية باسم المجموعة العربية والاتفاق على الموضوعات الأخرى التي يمكن المرونة بشأنها مع الدول والمجموعات الإقليمية الأخرى في نطاق المصالح المشتركة والحرص على التباين في النصوص التفاوضية ما بين دول المرفق الأول ودول غير المرفق الأول.
اجتماعاً تنسيقياً لخبراء البيئة في الدول الأعضاء
وقبل بدء مؤتمر المناخ القادم في شهر نوفمبر 2022 في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية سوف تعقد المنظمة اجتماعاً تنسيقياً لخبراء البيئة في الدول الأعضاء لتسليط الضوء على أهم ما جاء من مخرجات الجولة التفاوضية السابعة COP26 والتي عقدت في غلاسكو باسكتلندا عام 2021 وما تبعه من اجتماع للهيئتين الفرعيتين للاتفاقية خلال شهر يونيو 2022 وتأثيراتها المحتملة على الدول العربية المنتجة للنفط والغاز واعداد وتأهيل المفاوض العربي لمتابعة سير المفاوضات.
الاقتصاد الدائري للكربون
كما تعتزم الأمانة العامة بالتنسيق مع الدول الأعضاء بعقد فعالية أثناء سير المفاوضات في COP 27 بعنوان “الاقتصاد الدائري للكربون” وذلك لدعم مواقف الدول العربية خلال سير المفاوضات وتسليط الضوء على أهم التقنيات المستخدمة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
* هل يمكن وضعنا في آخر المستجدات المتعلقة بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق النفط والغاز بشكل عام وانعكاساتها المحتملة على الدول العربية بشكل خاص ؟
تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على أسواق النفط
** فيما يخص أسواق النفط العالمية، لاتزال الاسواق متأثرة بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي إندلعت في أواخر شهر فبراير 2022، وما صاحبها من عقوبات متبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من جهة، وروسيا من جانب اَخر.
حظر ثلثي واردات النفط الروسي
وكان اَخر المستجدات المتعلقة بهذه الأزمة، ما تم في نهاية شهر مايو 2022 من اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي حول خطة تقضي بحظر ثلثي واردات النفط الروسي.
ارتفعت أسعار النفط الخام العالمية
وعلى واقع هذا الاتفاق، ارتفعت أسعار النفط الخام العالمية، كما ارتفعت أسعار الوقود إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، وسط تنامي المخاوف حيال أمن إمدادات الطاقة، لا سيما في ظل إنهاء عمليات الإغلاق المرتبطة بوباء كورونا في المراكز الاقتصادية العالمية الرئيسية وتوقع ارتفاع طلب مصافي التكرير عقب الانتهاء من عمليات الصيانة الموسمية، وهو ما كان له دور في قرار مجموعة “أوبك+” خلال اجتماعها الوزاري الذي عُقد في الثاني من شهر يونيو 2022، بشان إعادة توزيع زيادة الإنتاج لشهر سبتمبر 2022 والبالغة 432 ألف برميل في اليوم بالتساوي على شهري يوليو وأغسطس، لتصبح زيادة الإنتاج المقررة لكل من الشهرين 648 ألف برميل في اليوم وتم التأكيد عليها في الاجتماع الأخير الذي عقد بتاريخ 30 يونيو 2022، وذلك تماشيا مع الوضع الحالي للطلب وبما يضمن تحقيق الاستقرار في السوق النفطية العالمية.
الانعكاسات التي تشهدها أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية
ومن جهة أخرى، تتابع الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول وباهتمام بالغ الانعكاسات التي تشهدها أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
لمزيد من أخبار البترول والغاز (اضغط هنا)
كما جاءت أولى التداعيات فور العملية العسكرية الروسية بحدوث قفزة غير مسبوقة في الأسعار وفق مؤشر TTF الرئيسي في هولندا (المرجع الرئيسي لأسعار الغاز في أوروبا) بلغت نسبتها أكثر من 50% لتصل الأسعار إلى 44 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل 29 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في اليوم السابق له.
تنامي المخاوف ودرجة عدم اليقين
ويأتى ذلك في ظل تنامي المخاوف ودرجة عدم اليقين بخصوص مستقبل إمدادات الغاز من روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى الأسواق الأوروبية، التي تلبي وحدها نحو 30% من احتياجات أوروبا.
حرص الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي
وفي هذا الإطار تؤكد الأمانة العامة لأوابك على حرص الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي وبالأخص الغاز الطبيعي المسال، على توفير إمدادات الغاز إلى عملائها لضمان استقرار الأسواق العالمية حيث صدرت في شهر يناير 2022 أكثر من 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال لتلبي نحو 29% من الطلب العالمي، في أعلى “حصيلة شهرية” للصادرات تحققه الدول العربية مجتمعة في تاريخها، لتؤكد بذلك على ريادتها كمورد آمن وموثوق ومستدام للغاز الطبيعي. علما بأن الأسواق الأوروبية قد استحوذت على نحو 25% من إجمالي صادرات الدول العربية.
لتقلبات الفجائية الحادة في الأسعار وتحقيق أمن الطاقة
ولا توجد انعكاسات على الدول العربية من جراء هذه الأزمة فيما يخص الطاقة بشكل عام، كما تؤكد منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” على أن استقرار الأسواق العالمية للنفط والغاز الطبيعي، والأوروبية على وجه الخصوص، والحد من التقلبات الفجائية الحادة في الأسعار وتحقيق أمن الطاقة، سيظل مرهونا باستمرار ضخ الاستثمارات اللازمة في قطاع النفط والغاز والاعتماد عليهما كمصدر رئيسي للطاقة في المستقبل.
شاهد أيضا:
تفاصيل ما دار بين الأمين العام لمنظمة «أوابك» ووزير البترول المصري
