المهندسة خلود خالد تكتب: الغلاف الجوي تحت الحصار.. تحديات وحلول تلوث الهواء
يعتبر تلوث الهواء أحد أكبر التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم. يشمل تلوث الهواء وجود مواد ضارة في الغلاف الجوي تؤثر على صحة الإنسان والبيئة بشكل عام، هذه الملوثات قد تكون صلبة أو سائلة أو غازية، وتأتي من مصادر طبيعية وصناعية.
من المصادر الطبيعية لتلوث الهواء البراكين التي تطلق كميات كبيرة من الرماد والغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت، والعواصف الرملية والترابية التي تنقل كميات هائلة من الغبار والرمل في الهواء، والحرائق البرية التي تطلق دخانًا وغازات سامة تؤثر على جودة الهواء.
أما المصادر البشرية فتشمل عمليات الاحتراق في المصانع والمركبات التي تعتبر من أكبر مصادر التلوث، حيث تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت.
بالإضافة إلى حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي الذي يساهم بشكل كبير في تلوث الهواء، واستخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية في الأنشطة الزراعية يؤدي إلى انبعاث الغازات الضارة مثل الأمونيا.
تلوث الهواء يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة مثل تفاقم حالات الربو والتهاب الشعب الهوائية، وزيادة معدلات الإصابة بسرطان الرئة، وتعزيز احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، الأطفال أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لتلوث الهواء، مما يؤثر على نموهم وتطورهم.
بيئيًا، يساهم تلوث الهواء في زيادة الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ويمكن أن يؤدي إلى تدمير النباتات والغابات، وتقليل التنوع البيولوجي.
كما أن الأمطار الحمضية التي تنتج عندما تتفاعل الملوثات الجوية مع الماء في الغلاف الجوي تؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية وتلوث مصادر المياه.
لمواجهة تلوث الهواء، يمكن تنفيذ قوانين وتنظيمات صارمة للحد من انبعاثات الملوثات من المصانع والمركبات، كما يمكن استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الهواء النظيف وتعزيز السلوكيات البيئية المستدامة، بالإضافة إلى زراعة المزيد من الأشجار التي تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتنقية الهواء، هي خطوات ضرورية.
تلوث الهواء مشكلة تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات والمجتمعات والأفراد لمواجهتها. من خلال اتباع السياسات البيئية الصحيحة واستخدام التكنولوجيا النظيفة، يمكننا الحفاظ على جودة الهواء وتحسين صحة الإنسان والبيئة.
