بورصة المعادن الأفريقية…مبادرة المهندس مصطفى طلعت لإنهاء هيمنة الغرب علي ثروات أفريقيا المعدنية
شارك المهندس مصطفى طلعت، المدير التنفيذي لشركة “أنك ريسورسز” العاملة في مجال استكشاف الذهب في مصر، في افتتاح مؤتمر التعدين اندابا المقام في دولة جنوب أفريقيا في دورته ال ٣١ كعضو في لجنة الحوكمة و السياسات للمؤتمر، و يعتبر مؤتمر اندابا هو الأكبر و الأهم علي مستوى قارة أفريقيا و الذي يساهم في وضع الخطط المستقبلية للتعدين و تعتبر هذه هي المرة الأولى لوجود كادر مصري في اللجان المنظمة للمؤتمر.
بورصة المعادن الأفريقية
خلال حلقات النقاش على الطاولة المستديرة في اليوم الأول ، أطلق المهندس مصطفى طلعت مبادرة لإنشاء أول بورصة معادن أفريقية تهدف إلى أن تكون حلقة وصل بين المشروعات الأفريقية والمستثمرين من داخل القارة، سواء من رجال الأعمال أو الكيانات المستثمرة، لتقوم هذه البورصة على تعظيم الاستفادة من حجم الإنتاج القائم والمستقبلي من المعادن في القارة السمراء.
قطاع التعدين يُعد أحد أهم ركائز الدخل للقارة الإفريقية، ومشاركة المهندس مصطفى طلعت كأول مصري عضو في اللجنة التنظيمية في هذا الحدث المهم تعكس التطور المستدام الذي يشهده قطاع التعدين المصري، وتبرز الكوادر من القطاع الخاص التي ترفع اسم مصر عاليًا.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الـ31 للمؤتمر، الذي انطلقت فعالياته في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا خلال الفترة من 3 إلى 6 فبراير 2025، بحضور نخبة من وزراء التعدين الأفارقة، وكبار قادة الصناعة العالمية، وممثلي المؤسسات المالية الدولية.
مصر تخطو بثبات نحو قلب صناعة التعدين الإفريقية
شارك في حفل الافتتاح المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، والجيولوجي ياسر رمضان رئيس هيئة الثروة المعدنية، إلى جانب وفد رفيع المستوى، في إطار تعزيز التعاون الإقليمي وترسيخ مكانة مصر كشريك استراتيجي في تنمية الموارد الطبيعية بالقارة.
ووصف الوزير المصري الحدث بأنه “منصة حيوية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول إفريقيا”، مؤكدًا في كلمته على التزام الدولة بتحويل قطاع التعدين إلى رافد أساسي للاقتصاد الوطني، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 1% إلى 5-6% خلال السنوات المقبلة.
مبادرة مصرية لإنشاء بورصة معادن إفريقية
أطلَق المهندس مصطفى طلعت، خلال جلسات المؤتمر، مبادرة طموحة لإنشاء أول بورصة معادن إفريقية، تهدف إلى ربط المشروعات التعدينية الواعدة في القارة بالمستثمرين المحليين والدوليين، وتسهيل تدفق رؤوس الأموال، وتوحيد المعايير القياسية لتسعير الخامات.
وأوضح طلعت في تصريحات خاصة أن “هذه البورصة ستساهم في تعظيم القيمة المضافة من الثروات الإفريقية، و ستشجع المتخصصين الأفارقة علي ريادة الأعمال و الاستفادة من خبراتهم المحلية في تأسيس شركات للاستكشاف مدعومة باستثمارات من داخل القارة الأفريقية “، مشيرًا إلى أن المبادرة حظيت بدعم واسع من الحضور، خاصة في ظل الازدياد الكبير في الطلب علي المعادن عالمياً و عدم وجود استثمارات أجنبية كافية تتماشى مع هذا الازدياد المتنامي
لماذا تُعد هذه المشاركة علامة فارقة؟
تُعد عضوية طلعت في اللجنة التنظيمية للمؤتمر، والتي تضم عادةً كبار صناع القرار في القطاع، اعترافًا دوليًا بجهود مصر في تحديث قطاع التعدين، وقدرة كوادرها من القطاع الخاص على قيادة الحوارات الاستراتيجية.
ويأتي هذا التمثيل المصري الأول من نوعه تتويجًا لمسيرة المهندس طلعت، الذي يُعد أحد أبرز وجوه الصناعة محليًا وفي شمال إفريقيا ، وجهوده في تسويق الفرص الاستثمارية المصرية عبر المحافل الدولية.
جلسات الوزراء.. نحو جبهة تعدين إفريقية موحدة
كما شهد المؤتمر جلسة وزارية رفيعة المستوى تحت عنوان “تشكيل جبهة تعدين أفريقية موحدة”، شارك فيها المهندس كريم بدوي إلى جانب نظرائه من جنوب إفريقيا، والكونغو الديمقراطية، وزامبيا، حيث ناقش الوزراء سبل تعزيز التعاون لتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ، وندرة البنية التحتية.
الهيئة العامة للثروة المعدنية
وأكد بدوي أن “مصر تعمل على تحويل الهيئة العامة للثروة المعدنية إلى كيان اقتصادي، قادر على جذب الشراكات الذكية، وتبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في عمليات الاستكشاف”.
التعدين.. رهان إفريقيا للتحرر من “هيمنة الغرب ”
يأتي انعقاد المؤتمر في وقت تسعى فيه الدول الإفريقية إلى كسر الحلقة المفرغة لـ”هيمنة الغرب “، عبر سياسات تعظيم القيمة المضافة، وتوطين الصناعات التحويلية.
وتُشير تقديرات الاتحاد الإفريقي إلى أن القارة تنتج 75% من إمدادات الكوبالت العالمية، و50% من الماس، و20% من الذهب، لكنها لا تستحوذ سوى على 5% من عوائدها.
وفي هذا الصدد، شدد طلعت على أن “بورصة المعادن المقترحة ستكون أداة لتمكين إفريقيا من التحكم في مواردها، وخلق سوق تنافسية عادلة”، لافتًا إلى أن المبادرة تهدف ان تكون البورصة قائمة بحلول عام ٢٠٣٠
مصر.. منصة انطلاق نحو إفريقيا
تُسهم المشاركة المصرية البارزة في المؤتمر في تعزيز رؤية القيادة السياسية بجعل البلاد بوابة الاستثمار إلى القارة، وهو ما يتجلى في الإصلاحات التشريعية الجديدة مثل قانون التعدين المُعدل، الذي يضمن شفافية تراخيص التنقيب، ويقدم حوافز ضريبية للمشروعات ذات القيمة المضافة العالية.
