دكتورة نهلة السعدي تكتب: القيادة الرقمية

يمكن تعريف القيادة الرقمية على أنها مساهمة القائد في التحول نحو مجتمع المعرفة ومدى معرفته في مجال التقانه وهي الإستخدام الإستراتيجي لأصول الشركة الرقمية بهدف حل مشاكل العمل وسد إحتياجاته ويمكن التعامل مع هذا على المستويين التنظيمي والفردي وعند النظر إليها من المستوى الفردي غالباً ما يتم تنفيذ ذلك من قبل المسؤولين عن الإشراف على الأصول الرقمية.

ما المقصود بالقادة الرقميون

القادة الرقميون هم الأشخاص الذين يتولون مهمة القيادة الرقمية في الأعمال

أنماط القادة الرقميين

القائد المُنتج

في العادة يركز القائد المنتج على توليد النتائج من خلال الخبرة الرقمية والتحليلات والإبتكار والسرعة والتركيز على العملاء. وبكلمات أُخرى هذه العقلية من القيادة تستغل كل التقنيات الرقمية الحديثة للعثور على نتائج فعلية وملموسة.

القائد المستثمر

هذه عقلية فريده من القادة أيضاً إذ أنَّ هذا النمط من القادة لا يُركز على تحقيق أغراض قصيرة الأمد وإنما يعمل على خدمة أغراض أكبر من النمو وعوائد المساهمين فهو يوجّه تركيزه نحو تحقيق الإستدامة وجلب الفوائد للمجتمع وتوفير المنافع طويلة الأجل.

القائد الموصل

يَعزف هذا القائد على إيقاع لحن بعيد حيث ينصب تركيزه على بناء العلاقات والتواصل والتعاون الفعال لصنع قيمة حقيقية فالعلاقات تعتبر رأس مال إجتماعي ينطوي على قدر كبير من الأهمية والقائمون على القيادة في عصر التحول الرقمي يدركون ذلك جيداً .

القائد المستكشف

يهوى هذا القائد فتح آفاق جديدة والوصول إلى طرائق وممارسات وفرص لم يعثر عليها أحد من قبل وهو مدفوع في أثناء ذلك كله بالفضول والرغبة في التجريب والشعور بالقدرة على فعل المستحيل.

 

يعد التحول الرقمي من أهم المواضيع المتداولة في وقتنا الحالى فالعالم اليوم أصبح يجري رقمياً ولكي تبقى أي منظمة ضمن المنافسة في السوق يجب عليها أن تسرع في التحول الرقمي لما له من فوائد وإيجابيات عديدة إذ يمثل التحول الرقمي إعادة تفكير جذرية في كيفية إستخدام المنظمة للتكنولوجيا والأفراد والعمليات بهدف تغيير أداء الأعمال بشكل جذري.

 

ويتطلب التحول الرقمي الذي يقوده الرئيس التنفيذي بالشراكة مع الرؤساء التنفيذيين ومديري الموارد البشرية وغيرهم قيادة رقمية حكيمة وتعاوناً بين الإدارات في إقران الفلسفة التي تركز على الأعمال مع نماذج تطوير التطبيقات السريعة.

 

مفهوم القيادة الرقمية

يمكن تعريف القيادة الرقمية على أنها مساهمة القائد في التحول نحو مُجتمع المعرفة ومدى معرفته في مجال التقانه وهي الإستخدام الإستراتيجي لأصول الشركة الرقمية بهدف حل مشاكل العمل وسد إحتياجاته ويمكن التعامل مع هذا على المستويين التنظيمي والفردى وعند النظر إليها من المستوى الفردي غالباً ما يتم تنفيذ ذلك من قبل المسؤولين عن الإشراف على الأصول الرقمية.

إستراتيجيات ناجحة لتحقيق القيادة الرقمية

تتلخص إستراتيجيات تحقيق القيادة الرقمية بشكل ناجح في أربع مبادئ أساسية يمكنك إتباعها وهي كالتالي:

 

أولاً: إعمل على صياغة إستراتيجية رقمية مُحكمه تقوم على التعريف بالمنظمة وطبيعة عملها خصوصاً إذا كان نجاحها في الأهداف المرسومة يعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على خلق كيان ( أو كيانات ) رقمية لها تترجمه خطة واضحة ومفصله للمحتوى الرقمي الذي سيكون على القناة المُوصله لصوت وأهداف وخدمات ومنتجات هذه المنظمة إلى جمهورها الرقمي.

 

ثانياً: يجب وضع تكتيكات وآليّات للإستخدام الأمثل لوسائل التواصل الإجتماعي التي تُلبى إحتياجات المنظمة في الوصول إلى جمهورها الرقمي والتواصل المستمر معه وتنميته لتَجَنب أخطاء قد تكون ضارة أحياناً بسمعة المنظمة وسلامة علامتها التجارية أو التسويقية فليست كل وسائل التواصل الإجتماعي مناسبة لجميع المؤسسات أو المنظمات ولا يوجد هناك قواعد مكتوبة تُحتم المنظمات على خلق تواجد رقمي في جميع هذه الوسائل.

 

ثالثاً: عليك الإنطلاق لصياغة الإستراتيجيات والآليّات المشار إليها سابقاً من فهم مُعَمَّق لكيفية إدارة العلامات التجارية أو التسويقية وتطوير قيمتها السوقية والإستعانه بأصحاب الخبرة في تطوير المعينات البصريه بما في ذلك الصور والرسوم والفيديوهات لما لها من آثر بالغ في إثراء العلامات التجارية وتعزيز إرتباط الجمهور بهذه العلامات وإنطباعه عنها.

 

رابعاً: إدارة مواقع الإنترنت وتحديث محتواها وإنتظام المحتوى المنشور على جميع وسائل التواصل الإجتماعي والعكس صحيح بما يضمن التكامل بين هذه الوسائل جميعها سواء كان ذلك المحتوى إعلامياً أو إعلانياً والعمل بشكل منتظم على تحليل إحصاءات المستخدمين والزوار والتفاعل مع هذه الوسائل والمحتوى المنشور عليه وإستخدام تلك الإحصاءات في تطوير الخطة الموضوعه وتعديلها بما يضمن تحقيق أهداف المنظمه أهمها جذب عملاء جُدد ينتفعوا من خدمات ومنتجات المنظمة أو داعمين لما تمثله من أهداف أو قضايا أو مساهمين فيما تروِّج له أياً كان ذلك.

أنماط القادة الرقميين

تبعاً لمؤلفي كتاب (The New Leadership Playbook for the Digital Age)، يمكننا أن نُصنِّف رواد الأعمال، أو بالأحرى القادة في ظل حقبة التحول الرقمي التي نحيا في كنفها حاليًا، إلى أربعة أنماط أساسية وذلك على النحو التالي:

 

القائد المُنتِج: في العادة يركّز القائد المنتج على توليد النتائج من خلال الخبرة الرقمية والتحليلات والابتكار والسرعة والتركيز على العملاء. وبكلمات أُخرى، هذه العقلية من القيادة تستغل كل التقنيات الرقمية الحديثة للعثور على نتائج فعلية وملموسة.

 

القائد المستثمر: هذه عقليَّة فَريدَة من القادة أيضًا؛ إذ أنَّ هذا النمط من القادة لا يُركِّز على تحقيق أغراض قصيرة الأمد، وإنَّما يعمل على خدمة أغراض أكبر من النمو وعوائد المساهمين؛ فهو يُوجِّه تركيزه صوب تحقيق الاستدامة، وجلب الفوائد للمجتمع، وتوفير المنافع طويلة الأجل.

 

أبرز مهارات قادة التحول الرقمي

أفادت شركة Deloitte أن 42٪ من الشركات الكبرى تعتقد الآن أنه من المهم جداً تطوير القادة وأن النجاح في هذا العصر الرقمي يعتمد بشدة على ذلك.

سنسرد في الأسفل أهم المهارات المطلوب توفّرها في القادة الرقميين:

الإتصالات: بإستخدام التكنولوجيا يمكن للقادة الرقميين بناء شبكة إتصالات قوية من أعلى إلى أسفل الأعمال لكن تنفيذ ذلك يتوجب على القادة الرقميين أن يكون لديهم إستراتيجية معمول بها وأن يفهموا من يخاطبون.

 

الرؤية: يجب أن تمتلك رؤية واضحة وقويه فمن السهل إشراك القوى العاملة معك عندما يؤمنون بما تؤمن به يمكننا القول إن هذه إحدى السمات التي تجعل القادة الرقميين متميزون عن البقية.

 

محو الأميه الرقمية: أظهرت نتائج بحث أجرته Harvard Business Review مع 1000 رئيس تنفيذي أن 90٪ منهم يعتقدون أن أعمالهم تتعطل أو يُعاد إختراعها بواسطة نماذج الأعمال الرقمية وعند سؤالهم عن قدراتهم يعتقد 70٪ منهم أنهم لا يمتلكون المهارات المناسبة أو القائد أو الهيكل التشغيلي المناسب للتكيّف مع الطبيعة الرقمية.

 

من المشاكل التي تواجه الصناعات هي اضطرار الأجيال الأكبر سناً المعروفين بإسم “المهاجرين الرقميين” إلى تعلم تقنيات جديدة إذ أن من المهم للقادة الرقميين أن يتعاملوا مع التكنولوجيا والأدوات وجلب القوى العاملة بأكملها معهم.

 

الإستراتيجية: لا يتوجب على القادة الرقميين وجود رؤية واضحة للمستقبل فحسب بل يجب أن يكون لديهم أيضاً إستراتيجية مطبقة تساعد في تعزيز الثقافة الرقمية داخلياً وعلى إستعداد لإحتضان التغييرات من أجل أن يحدث هذا بالفعل من المهم وجود إستراتيجية متماسكة تُحدّد الأجندة الرقمية.

 

الإبتكار: يتطور المشهد الرقمي بإستمرار في العصر الرقمي ويجب أن تكون القيادة على إستعداد لتجربة تقنيات جديدة ومن أجل القيام بذلك يجب أن تكون مرناً وقابلاً للتكيف مع نهج تلك التقنيات في إنشاء قوة عاملة رقمية.

 

لكن غالباً ما تكون هناك مخاطر محسوبة متضمنة في هذه الخطوة مثل: تجربة أنظمة وتقنيات جديدة ليس لديك فيها سوى القليل من الأدلة أو الأمثلة على النجاح ولكن المكافآت قد تكون مفيدة للغاية هذا يقودنا إلى النقطة التالية وهي “المخاطرة”.

 

المخاطرة: وضع السرعة والإبتكار في مقدمة التقنيات التي تم تجربتها إختبارها مسبقاً هو أمر يجب على المؤسسات توخي الحذر منه ومع ذلك فإنَّ المخاطرة جزء أساسي من القيادة الرقمية وقد أيَّد ذلك “مارك زوكربيرج” الرئيس التنفيذي لشركة Facebook الذي صرح بأن “الخطر الأكبر هو عدم المخاطرة” في عالم يتغير بسرعة كبيرة الإستراتيجية الوحيدة المضمونة بالفشل هي عدم المخاطرة.

 

القدرة على التكيف: عند حدوث تغييرات في صناعة أو نشاط تجاري من المهم أن يظل القائد الرقمي قابلاً للتكيف ومُستعداً لإتخاذ القرارات التي سيكون لها تأثير كبير على الأعمال فالقائد الذي لا يرغب في التغيير أو يكون استباقياً سيوقف العمل.

تُؤمن Forbes بأن القدرة على التكيّف هي إحدى المهارات الرئيسية للقائد الرقمي.

 

إكتشاف المواهب: يجب على القادة الرقميون أن يكونوا قادرين على تحديد المجالات التي يحتاجوها إلى التحسين داخل أعمالهم، والتي من المحتمل أن تفتقر إلى المواهب إذ أن العامل البشري لا يقل أهمية عن التكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى