شركات أوروبية تبحث استئناف شراء الغاز الروسي وسط مخاوف من سياسات ترامب

أفادت وكالة “رويترز” بأن شركات أوروبية أبدت استعدادها لاستئناف شراء الغاز من شركة “غازبروم” الروسية، وذلك في ظل ما وصفته بـ “معضلة أمن الطاقة” التي يواجهها الاتحاد الأوروبي بسبب سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الوكالة إلى استياء الشركات الأوروبية من تحول ملف الطاقة إلى أداة مساومة لصالح الولايات المتحدة في المحادثات التجارية، خاصة بعد تزايد اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.
ونقلت “رويترز” عن ديدييه هولو، نائب رئيس شركة “إنجي” الفرنسية، أن روسيا قادرة على تلبية ربع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز، بعد أن كانت تزود الاتحاد بنسبة 40% قبل العملية العسكرية في أوكرانيا. وأضافت الوكالة أن “إنجي” تدرس حاليًا استئناف شراء ما يصل إلى 70 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي.
من جانبه، أكد باتريك بويانيه، رئيس شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية، على أهمية تنويع مصادر الإمداد وعدم الاعتماد على مسار واحد أو اثنين فقط.
كما تدرس ألمانيا إمكانية استئناف شراء الغاز الروسي، حيث كان خط أنابيب “السيل الشمالي” يمثل مصدرًا هامًا لإمدادات الغاز الألمانية في السابق.
وحذر كريستوف غونتر، المدير الإداري لشركة “إنفرالونا”، من الأزمة الشديدة التي تواجه الصناعة الألمانية، مشيرًا إلى انخفاض الوظائف في قطاع الكيميائيات لخمسة أرباع متتالية،
وأكد أن إعادة فتح خطوط الأنابيب الروسية قد يخفض الأسعار بشكل أكبر من برامج الدعم الحالية.
وأظهر استطلاع رأي أجراه معهد فورسا أن حوالي نصف الألمان يؤيدون استئناف إمدادات الغاز الروسية. وفي السياق ذاته، قال كلاوس باور، المدير العام لشركة البتروكيماويات “لوينا هارزي”: “نحن بحاجة إلى الغاز الروسي، ونحن بحاجة إلى طاقة رخيصة بغض النظر عن مصدرها”.
ورأت تاتيانا ميتروفا، الباحثة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، أن “حرب الرسوم الجمركية عززت قلق أوروبا بشأن الاعتماد على الغاز الأمريكي”، محذرة من أن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي قد يتحول إلى “أداة جيوسياسية”.
واتفق معها آرني لومان راسموسن، كبير المحللين في “جلوبال ريسك مانجمنت”، الذي أشار إلى خطر محتمل يتمثل في تراجع الولايات المتحدة عن تصدير الغاز الطبيعي المسال في حال تصاعدت الحرب التجارية.
وأكد دبلوماسي أوروبي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على أنه “لا يمكن لأحد أن يستبعد استخدام هذا النفوذ”.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد وضع هدفًا غير ملزم في عام 2022 بإنهاء واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027، لكنه أرجأ مرتين نشر خطط حول كيفية تحقيق ذلك.
وأشارت “رويترز” إلى أن استئناف إمدادات الغاز الروسي يواجه صعوبات بسبب الإجراءات القانونية التي اتخذتها الشركات الأوروبية ضد شركة “غازبروم” منذ عام 2022.
وكانت روسيا قد حذرت أوروبا من عواقب خسارة إمدادات الغاز الروسي، التي وصفته بالموثوق والمستقر وذو السعر المناسب الذي يمنح ميزة تنافسية للصناعة الأوروبية، وخاصة الألمانية.
وفي وقت سابق، أشارت موسكو إلى إمكانية ضخ الغاز الطبيعي إلى ألمانيا عبر الجزء غير المتضرر من خط أنابيب “السيل الشمالي-2”.