عاجل إلى وزير البترول .. سيد الأبنودي يكتب: صرخة في وجه الظلم والتهميش

عيد التعدين

معالي وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي، نُخاطبك اليوم بصوتٍ يخرج من أعماق الأرض، محملاً بآمال رجالٍ جعلوا من الصخور صفحات يكتبون عليها تاريخ هذا الوطن، هم الذين لا تشرق عليهم شمس الإعلام، ولا تلتقطهم عدسات الاحتفاء، لكنهم يشعلون بنور جهدهم شموع المستقبل، إنهم عمال قطاع التعدين، الجنود المجهولون الذين يعملون في صمت تحت سماء لا تعرف إلا القسوة، وفي ظلال جبال تشهد على عظمة تضحياتهم.

عاجل إلى وزير البترول

منذ أن تأسست هيئة المساحة الجيولوجية المصرية عام 1896، وهي تفتح أبوابها لعلماء وجيولوجيين من كل أنحاء العالم، ليبنوا معًا صرحًا علميًا ووطنياً شامخًا، كما أن هذه الهيئة لم تكن مجرد مؤسسة، بل كانت قلبًا ينبض بحب الوطن، وذراعًا تبني وتُعمر، وقدمت للزراعة والصناعة ثروات معدنيةً لا تُحصى.

 

وفي لحظات الحسم، لم يتردد أبناء هذه الهيئة في تقديم كل ما يملكون، في حرب أكتوبر المجيدة، كانت خرائطهم وخبراتهم سلاحًا حاسمًا في يد الوطن، يُسهمون في صنع النصر وكتابة فصل جديد من العزة والكرامة.

 

يا معالي الوزير، إننا لا نطلب المستحيل، بل نطالب بحقٍ أصيل لهؤلاء الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا الوطن. نطالب بتخصيص يومٍ يُسمى “عيد التعدين”، يكون تكريمًا وتقديرًا لجهودهم التي لا تُقدر بثمن، يوم نُعلق فيه الأوسمة على صدورهم، ونُعيد إليهم الاعتبار الذي يستحقونه.

 

كيف نستطيع أن نغض الطرف عن معاناتهم؟ يعملون في ظروفٍ بالغة الصعوبة، يتقاضون أجورًا زهيدةً لا تكفي لسد احتياجاتهم الأساسية، بينما تتقاضى بعض القيادات المنتدبة من قطاع البترول مكافآت ورواتب ضخمة، أليس من الظلم أن يبقى العاملون الأساسيون في هيئة الثروة المعدنية مهمشين، دون تقدير أو اعتراف؟

 

إنهم ينظرون إلى زملائهم في قطاع البترول، الذين ينعمون برواتب عالية وامتيازات متعددة، بينما هم يعيشون حياةً أقرب إلى الكفاح اليومي من أجل البقاء، هل يُعقل أن تستمر هذه الفجوة الصارخة بين أبناء الوطن الواحد، العاملين تحت مظلة وزارةٍ واحدة؟

 

نحن نؤمن بعدلكم، يا معالي الوزير، وبقدرتكم على إحداث التغيير الذي طال انتظاره، إن دمجهم ضمن هيكلة وإدارات قطاع البترول، وتعديل أجورهم بما يتناسب مع تكاليف الحياة المتزايدة، هو خطوة نحو تحقيق العدالة والمساواة.

 

لقد شهدنا خطواتك الإصلاحية في العديد من الملفات، وها نحن نضع بين يديك معاناة هؤلاء العمال، واثقين بتدخلك العاجل والعادل لإنصافهم، إنهم يعملون في ظروفٍ بالغة الصعوبة، في المناجم والجبال والصحاري، معرضين للمخاطر والصعاب.

 

كما أن تخصيص يومٍ لهم، “عيد التعدين”، سيكون رمزًا حقيقيًا لتقدير جهودهم، واعترافًا بإسهاماتهم التي لا تُحصى. سيكون يومًا تُرفع فيه رايات الفخر، وتُشعل فيه شموع الأمل في قلوب أتعبها الانتظار.

 

هل تعلم، يا معالي الوزير، أن رواتبهم تُحسب من وزارة المالية وليس من وزارة البترول، مما يجعلها أقل بكثير من تلك التي يتقاضاها زملاؤهم؟ إن أرباح شركات الفوسفات والشركات التابعة لهيئة الثروة المعدنية يمكن أن تكون مصدرًا لتحسين أوضاعهم المعيشية، أليس من الممكن تخصيص جزءٍ من هذه الأرباح لدعمهم وتقدير جهودهم؟

 

إن الحل بيدكم، يا معالي الوزير، بقرارات شجاعة، يمكنكم أن تُعيدوا إليهم حقهم، وأن تُنصفوا من جعلوا من عروقهم شرايين حياةٍ لهذا الوطن، إن الفجوة في الأجور والتقدير لا يمكن أن تستمر، ولا يمكن أن نطلب منهم المزيد من العطاء دون أن نمنحهم ما يستحقونه.

 

ندعوكم إلى أن تكونوا صوت الحق والعدل، وأن تُسطروا بقراراتكم فصلًا جديدًا من الإنصاف والتقدير، ليكن “عيد التعدين” يومًا يُخلد في ذاكرة الوطن، وبدايةً لمسيرة جديدة من العطاء والتكريم، ليظل هؤلاء العمال فخورين بانتمائهم، وليواصلوا إسهامهم في بناء مصر المستقبل.

سيد الأبنودى

سيد الأبنودي، صحفي متخصص في مجال البترول والطاقة والتعدين، يتمتع بخبرة تمتد لمدة 19 عامًا في صناعة البترول، لديه خبرة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام، حيث قدم إسهامات قيمة وتقارير دقيقة تعكس تفاصيل الصناعة وتحدياتها _ Sayed El-Abnody, a specialized journalist in the fields of petroleum, energy, and mining, boasts a 19-year experience in the petroleum industry. He holds rich expertise in public relations and media, delivering valuable contributions and accurate reports that reflect the intricacies and challenges of the industry.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى