مهندس محمد فؤاد يكتب: الهندرة ودورها في تطوير المنظومة الإدارية بالشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة

مفهوم الهندرة يعني البدء من جديد، أي البدء من نقطة الصفر ، وليس إصلاح وترميم الوضع القائم ، أو إجراء تغييرات تجميلية وتترك البنى الأساسية كما كانت عليه .

ماذا تعني الهندرة في إدارة الأعمال؟

الهندرة هي عملية إعادة تشكيل و إحداث تغييرات جذرية للعمليات الإدارية، بحيث يتم إعادة تقييم كافة العمليات التي تتم سواء من الناحية الإدارية أو التنفيذية أو البشرية، وإعادة تصميمها بشكل يساعد في خلق بيئة تنظيمية جديدة سريعة الاستجابة ومواكبة للتغيرات ومتفقه مع أهداف وطموحات المنظمة.

هندسة عمليات الأعمال

تعد إعادة هندسة عمليات الأعمال (Business Process Reengineering “BPR”) نموذجاً ضرورياً للتغيير التنظيمي من أجل تحقيق الميزة التنافسية، والمرونة للمنظمات، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن أكثر من (70%) من شركات اليوم تنفذ برامج إعادة هندسة لعمليات أعمالها، وينظر إلى إستراتيجية إعادة هندسة عمليات الأعمال باعتبارها مبادرة تنظيمية محركة لإعادة اختبار عمليات الأعمال وإعادة تصميمها، وذلك بهدف تحقيق ميزة تنافسية في الجودة، والاستجابة، والتكلفة، ورضاء الزبائن، ومقاييس أداء العمليات الحاسمة.

يعتبر مفهوم الهندرة أحد المفاهيم الإدارية المستحدثة والتي تعنى بتحقيق الكفاءة الإنتاجية للإدارة، وفيما يلي مجموعة المفاهيم المتعلقة بهذا الفكر الإداري الحديث.

1- ماهي (الهندرة)؟

ظهر مفهوم الهندرة في بداية التسعينات وبالتحديد في عام 1992، في كتاب بعنوان (هندرة المنظمات) للباحثين “مايكل هامر” و”جيمس تشامبي” ومنذ ذلك الحين أحدثت الهندرة ثورة حقيقية في مجال الإدارة بما تحمله من أفكار غير تقليدية ودعوة صريحة إلى إعادة النظر وبشكل جدّي في كافة الأنشطة والإجراءات والاستراتيجيات التي قامت عليها الكثير من المنظمات والشركات العاملة ، فهناك منظمات قد وصلت إلى مرحلة البحث عن تغيرات إستراتيجية للنمط التقليدي مثل؛ التوسع الأفقي و الرأسي لخدماتها الموجودة، واستبدال التقنيات الموجودة أو تغييرها، وإدخال خدمات جديدة و/أو الاستغناء عن خدمات موجودة وتحسين الإنتاجية، وغير ذلك، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يتعداه إلى رؤية المنظمة كوحدة متكاملة تتعرض لعملية مراجعة وإعادة تصميم مستمر .

“مايكل هامر” و”جيمس تشامبي”

وبالعودة للكاتبين “مايكل هامر” و”جيمس تشامبي”  وكتابهما المعنون ب: “هندرة المنظمات” ، فقد حقق أفضل المبيعات عالميًا، ووصفت مجلة البزنس ويك كتابه بأنه أفضل ما كتب، ووصفت مجلة الفورتشن  بأن له تأثير ضخم، ويقرأ بشكل عال .

وقبل الشروع في تحديد مفهوم  الهندرة يكون من المناسب تحديد المقصود بلفظ كلمة “الهندرة”، فهي كلمة عربية جديدة مركبة من كلمتي هندسة وإدارة، وهي في الواقع ترجمة للمصطلح الانجليزي “Reengineering Business” والذي يعني إعادة هندسة الأعمال كما تدل عليه أدبيات هذه الآلية وتطبيقاتها .

ويشير كل من مايكل هامر وشامبي الى مفهوم اعادة الهندسة “هو اعادة التفكير الجذري واعادة التنظيم الجذري لعمليات المؤسسة للوصول إلى تحسينات جوهرية فائقة في معايير الأداء الحاسمة مثل التكلفة، الجودة، الخدمة، السرعة.

كما نجد  تعريف آخر لإعادة الهندسة بأنها تغيير فوري في طريقة تفكير التنظيم، وبالتالي في أداء الأشياء وبصورة أكثر تحديدا فانه يشمل تغيير عمليات وهياكل تنظيمية بالإضافة إلى نمط الإدارة وسلوكها ونظم التعويضات والمكافآت بالإضافة إلى العلاقات مع أصحاب الأسهم والعملاء والموردين وغيرهم.

ومنه يلخص القول إلى أن الهندرة هي مدخل يسعى إلى إحداث تغييرات جذرية في أساليب وطرق العمل بالمؤسسة لتتناسب مع متطلبات هذا العصر عصر السرعة والثورة التكنولوجية، ولقد أحدثت إعادة الهندسة ثورة حقيقية في عالم الإدارة الحديث بما تحمله من أفكار غير تقليدية ودعوة صريحة إلى إعادة النظر وبشكل جذري في كافة الأنشطة والإجراءات والاستراتيجيات التي قامت عليها الكثير من المؤسسات العاملة في عالمنا هذا.

2- أهداف إعادة الهندسة:

كما أن الأهداف الكلية لإعادة الهندسة حسب مايكل ارمسترونج، تتمثل في انسياب وربط العمليات معاً وبالتالي تحسين الأداء، بشكل محدد، وبذلك نجد أن إعادة الهندسة تهدف إلى ضمان :

  • التركيز على النتائج، وليس المهام.
  • التركيز على النقاط الأكثر منطقية.
  • تأدية العملية بشكل مرتب ومسلسل.
  • يتم إلغاء الأنشطة والمهام غير الضرورية أو جمعها في عملية واحدة.
  • يتم إزالة العوائق بين فرق العمل وأنشطتهم.
  • تتغير الوظائف من المهام البسيطة إلى متعددة الأبعاد، وبالتالي عمل متعدد المهارات.

 

3- منهجية إعادة الهندسة:

الخطوات المطلوبة في إعادة الهندسة تتمثل في ما يلي:

  • اختيار الأسلوب الذي سيتم بواسطته إعادة الهندسة.
  • تحديد دقيق لأهداف العملية.
  • اختيار وإيجاز أداوت إعادة الهندسة.
  • تحليل الأسلوب الحالي، قد يستخدم هذا التحليل الأسئلة التالية؛ ماذا، كيف، متى، أين، لماذا.
  • تحليل المشاكل والقضايا..
  • تحديد مجال إعادة التصميم والنتائج التي يجب أن يحققها.
  • إعادة تصميم الأسلوب، وتحديد التسلسل المرغوب وتنفيذ الأنشطة والأدوار التي تتعلق بتقديم وإدارة الأسلوب الجديد.

كما أنه من الضروري تضمين هؤلاء المهتمين بإعادة تصميم الأسلوب، وبالتالي فهم يمتلكون النتائج، من المهم في تلك المرحلة تحديد أية مشاكل، والتي قد تنشأ من الأشخاص المعنيين لأن أدوارهم ستتغير أو سيتم طلب مهارات جديدة، إذا ما نتج عن البرنامج وظائف أقل ومتغيرة جذرياً، بجب التفكير في المشاكل المحتملة، ولذلك يجب التخطيط للحد من المشاكل.

  • التخطيط للإجراءات المطلوبة لتنفيذ الأسلوب الجديد، مع الاهتمام بأن هناك قضية تغيير في التنظيم، وأنه لابد من اتخاذ قرارات متعلقة بنجاح هذا التغيير.
  • تنفيذ الأسلوب الجديد.
  • مراقبة التنفيذ وتعديل أو تحسين الترتيبات كما هي مطلوبة.

أما الفوائد المترتبة إذا ما تم القيام بإعادة الهندسة على أكمل وجه يمكن أن ينتج عنه مكاسب نافعة في السرعة والإنتاجية والأداء، ومن الممكن أن يصعب إدارة إعادة الهندسة بكفاءة، ومن المحتمل أن تفشل إعادة الهندسة إن لم تأخذ في الاعتبار التضمينات الخاصة كالثقافة السائدة والقيم والمعتقدات

كاتب المقال مهندس محمد فؤاد عبدالعزيز مدير عام سابق بشركة صان مصر إحدى شركات وزارة البترول ومحاضر معتمد ومحترف اعداد وتقديم برامج عملية فى مجالات  الطاقة المتجددة والهيدروجين الاخضر والتحول الرقمى والسلامة والصحة المهنية وتخطيط المشروعات والكهرباء والتحكم الآلى فى المنظومات الصناعية  وبرامج مهارات ذاتية .

سيد الأبنودى

سيد الأبنودي، صحفي متخصص في مجال البترول والطاقة والتعدين، يتمتع بخبرة تمتد لمدة 19 عامًا في صناعة البترول، لديه خبرة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام، حيث قدم إسهامات قيمة وتقارير دقيقة تعكس تفاصيل الصناعة وتحدياتها _ Sayed El-Abnody, a specialized journalist in the fields of petroleum, energy, and mining, boasts a 19-year experience in the petroleum industry. He holds rich expertise in public relations and media, delivering valuable contributions and accurate reports that reflect the intricacies and challenges of the industry.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى