شيماء خميس تكتب: القوة ليست مجانية
من منا لم يشاهد علي مدار حياته شخص إتسم بالقوة وتمني أن يصبح مثله ؟
ولكن هل توقفنا قليلاً مع هذة الأمنية مفكرين في ما قام هذا الشخص بدفعه ليصل إلي ما وصل إليه من تلك القوة سواء أكانت قوة في المواقف أو المشاعر أو حتي قوة في النفوذ.
دعونا نبحر قليلاً في ثمن القوة فهي ليست مجانية شأنها شأن باقي الأشياء حولنا جميعها لها مقابل يزيد أوينقص تبعاً لقيمتها.
فمن نراه قوي في مواقفه لو حاكيته لقص لك العديد من المواقف الصعبة بعدد شعر الرأس ، ولشكي من حزمة القرارت الخاطئة التي إتخذها في حياته إلي أن تعلم كيف يفكر وعلي أي أسس تٌبني وتٌؤخذ القرارات… تلك المشاكل والمواقف هي ما أكسبته الخبرة التي رأيتها أنت قوة.
وماذا عن قوي المشاعر إذن ؟ .. ذاك الشخص الذي لا يُبدي ما بداخله لأحد، بل وتري كثيراً أنه المتحكم في ذاته ومشاعره وليس العكس، لو إقتربت منه لوجدته عاش لحظات ضعف لا حصر لها ظل يعاني منها وحده وقد تكون مشاعره تلك هي أكثر ما جعلته عرضه للإيذاء ،ولذلك فهو من دفع ثمن ألمه وحزنه ولكنه قاوم ونهض للدرجة التي جعلتك تراه قوي قادر علي تحمل الألم …غير قابل للهزيمة تلفحه الضربات الواحدة تلو الأخري لكنه صامد.. قوة التحمل تلك هي ما جعلتك تراه قوياً.
أما القوي في نفوذه وعلاقاته فكثيراً ما أٌهدر حقه وكثيراً ما إنخدع في من حوله إلي أن تعلم كيف يقوم بإختيار دائرته والحفاظ علي المهم منها والإستغناء عن ما لا جدوي منه.
لذلك عندما تري القوة في من حولك قف قليلا محاولاً الإجابة علي ثمة سؤال ما هو الثمن المدفوع مقابل تلك القوة ؟ وكن علي يقين أنه لا يوجد شئ مجاني .
وعندما تقررالإنضمام لعالم الأقوياء لابد أن يكون لديك إستعداد أيضاَ علي دفع الثمن سواء أكان ذلك من وقتك أو أعصابك أو من التعب والألم الذي سوف تتكبده إلي أن يُشار إليك بالبنان في مقولة
“نريد أن نكون في قوة فلان”.