المعاش أم التوك توك
هالة الدسوقي
اذا قررت في وقت من الاوقات اأن تستفيد بما تقدمه الدولة من معاشات أو إعانات او ما شابه من وزارة التضامن الاجتماعي … فهلم وابدا بروح المغامره خوض التجربة !!
واستقل التاكسي الشعبي أو ما يطلق عليه التوك توك الذي أصبح أجرته في متناول اليد .. في زمن الأتوبيس أبو 10 جنيه.
واستمتع بألطف رحلة على وجه الأرض مليئه بالمطبات و الارتفاعات والانخفاضات .. وأدعو لوزارة النقل التي لا تترك مكان إلا وبه تطوير اللهم لا حسد.
وإذا كنت سعيد الحظ .. ووجدت سائق التوك توك من النبلاء الذين يرضون بالقليل .. فلا تضيعه من يدك واتفق معه على رحله ذهاب وعوده .. ولا تقلق فسوف ينتظر .. ظنا منك وليس لؤما، أن مهمتك سوف تنتهي في دقائق فالسؤال لا يستغرق أكثر من ثوان.
هكذا قال لك خيالك .. واعلم إذا قال لك خيالك هذا فإنه خيال مريض.
لأنك بمنتهى البساطه سوف تصطدم بحائط الواقع المر الذي تتميز به مكاتب التضامن الاجتماعي بل كافة المصالح الحكومية.
واطمئنك بأنك سوف تصل لباب المكتب ولكن لن تتخطاه، وأحمد ربك أنك وصلت لهذه المرحلة .
ولا تتفاجأ فسوف تجد النساء محشورات، وليس هناك المدعوة طوابير، وقد ترى بعض الرجال متناثرين على السلالم منتظرين الفرج، ولن تسعد برؤية وجه الموظف الذي حلمت بسؤاله.
وحاول واجتهد في المحاولة لطرح سؤالك.. وسوف تجد من المحشورات من تتطوع وتنصحك بالذهاب لشباك المكتب لتطرح سؤالك.
ولكنك سوف تصطدم بالواقع مرة أخرى وتجد أن الموظف الٱخر لم يفتح الشباك وتقرر ان تطرق عليه الشباك لعله يستجيب،.
ولكن وكما العادة هؤلاء الموظفين مؤهلين للعمل تحت ضغط ️ ولا تلين لهم عزيمة أبدا فيريحون من أمامهم، فالموظف الحكومي ذو عزيمة فولاذية لتطنيش الناس وذو تخصص دقيق في فقع المرارة، ولذا لن يفتح لك الشباك أبدا .
وتجد نفسك تلقائيا تتجه للباب فتصطدم بالمحشورين فتعود أدراجك إلى الشباك .. وهنا تتذكر نجاة الصغيرة وهي تغني أنا في الشباك انا انا .. بستناك… طبعا دي نجاة مش الموظف .. خليك مركز وسيبك من ذاكرتك الموسيقية.
وتظل .. يا مسكين .. هكذا في رحلة من الباب للشباك ..
والتوك توك يعد .. وهنا ينتفض سائق التوك توك ويثور ويقول : ” يلا يا استاذ … كده كتيييير”
وهنا لا تتردد، … وخذ قرار قاطع بأنك سوف تخرج ..وباختيارك ..وبكامل قواك العقلية من بلاد العجائب تلك وتنسى فكرة المعاش بالمره وتتمسك بشيء واحد هو ألا تضحي بالتوك توك.