إلي متي؟ بقلم/ روائي دكتور أسعد الهواري
لقد خلقنا الله مختلفين، ولا شك أن اختلاف السلالات البشرية بين كافة الوانها وتباينها في العقائد والسلوكيات أمر وأقع، ولا شك أنه أمر مقصود وواقع بالفعل ، بقوله في كتابة الكريم ، “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” سورة الحجرات الآية 13
ومعني ذلك أن مراد الله من خلقنا مختلفين هو لان نتعارف ونتسابق إلي فعل الخيرات ولا نتقاتل ونتصارع ، وأن خلقنا مختلفين في اللون والجنس والتوجهات أبتلاء من الله ليري ماذا نفعل ؟ وبقدر مشوار العبد يكون امتحانه، وبقدر امتحانه يكون ثوابه، ولا شيء عند الله يضيع ولا مثقال ذرة من خير، ومهما تصايح الساخرون من حولنا ولكل أمرئ ما سعي ، وأعتقد أن هذه هي ورقة الامتحان المقدمة لمسلمي العالم، ليروا ماذا يفعلون أمام الفتن والمؤامرات الكبرى ، واحيانا نسمع من بعض الفئات يقولون ينعم الله علي أمريكا وأروبا بالأموال، ويلهم أهلها بالأبداع والاختراع وأكثر من ذلك ، ثم يحجب كل هذا عن المسلمين الذين عبدوه، ربنا سبحانه وتعالي عن الظلم علوا كبيرا، أن الله لم يظلم ، وقد أعطانا بالزيادة ، فإذا كان قد عطاهم علوم الدنيا فقد أعطانا علوم الآخرة ، والكفة فيها أرجح وأفضل والقسمة أوفر، ولكن ما حدث أنهم أخذوا علوم الدنيا وأتقنوا أسبابها واخلصوا في استنباطها وجنوا ثمارها في الصناعة والزراعة وفي كافة المجالات ، بينما أخذنا نحن علوم الآخرة وفرطنا فيها ، وتركنا كنوزها واختلفنا في تفسرها وتأييدها واكتفينا بالقشور ، فقد نسينا أنفسنا وغفلنا عن الجوهرة التي في أيدينا “هويتنا – ذاتنا ” التي قادت حضارة العالم إلي الازدهار، والقوة الجديدة التي ولدت اليوم هي القوة الاقتصادية والعضلات الاقتصادية، والمستقبل يحتم علينا تجمع عربي وإسلامي للبناء والتكامل الاقتصادي وتخطيط مشترك لمواجه احتمالات المستقبل ولمقابلة المكر الدولي بالصف والوحدة والاستعداد الاقتصادي في كافة المجالات ، اليس من الافضل أن نجلس معا ويضع كل منا ما يملك من مال وخبرات وصناعات لنبي قوة ردع دفاعية عظيمة جديرة بكنوزنا التي افاض الله علينا من بترول وخامات ومعادن وثروات ، فإذا حدث تجمع عربي وإسلامي وطافوا في سياستهم حول نقطة وأحدة كما يطفون حول الكعبة ، واجتمعوا أبيضهم وأسودهم وأحمرهم لما اصبحوا عالما ثالثا
خلاصة القول: أتحدوا فما اشتدت ظلمة إلا وكان بعدها فجر، وما أشتد بلاء إلا وكان بعده نصر.