تفاصيل أجرأ حوار صحفي مع الأمين العام لمنظة الأوابك لموقع البريمة

تفاصيل أجرأ حوار صحفي مع الأمين العام لمنظة الأوابك لموقع البريمة :

ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على الموازنات العامة للدول العربية المستوردة للبترول والغاز

احتمالية توقف إمدادات النفط من روسيا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار لـ150 دولار للبرميل خلال الأشهر  القادمة

 الدول العربية وردت 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال لتلبي نحو 29% من الطلب العالمي

 مصر حققت النمو الأعلى عالمياً في صادرات الغاز المسال خلال 2021

 نجاح جهود مصر في إعادة تشغيل مجمع الإسالة في دمياط

 مصر من الدول العربية التي أبدت اهتماما متزايدا بالاستثمار في الهيدروجين

 مصر والدول العربية من المصدرين الرئيسيين للغاز إلى القارة الأوروبية

 اهتمام مصر بمؤتمر المناخ يتعلق بالبعد البيئي في مجالات التنمية المستدامة

 استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيفوق المتوقع خلال الـ5 سنوات القادمة

حاوره / سيد الأبنودى

تعمل منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «الأوابك»، على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول وتحقيق أوثق العلاقات فيما بينها في هذا المجال وايجاد الوسائل والسبل للمحافظة على مصالح أعضائها المشروعة في هذه الصناعة، وتوحيد الجهود لتأمين وصول البترول إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ومعقولة، وتوفير الظروف المناسبة لرأس المال والخبرة والمستثمرين في صناعة البترول في الأقطار الأعضاء.

وعن أهم المشروعات البترولية وصناعة النفط والغاز والأسعار وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق النفط فى البلدان العربية كان لنا هذا الحوار مع الأمين العام لمنظمة الأوابك الدكتور علي سبت بن سبت.

* ما هي تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أسواق النفط بالدول العربية؟ وما هي الإجراءات التي يجب أن تتخذ من قبل الدول العربية بشأن سوق النفط لتجنب أي عوائق بالنسبة للإنتاج أو الأسعار؟

** أولاً التداعيات على سوق النفط:

تسببت الأزمة الأوكرانية الروسية في ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم تشهدها منذ عدة أعوام، وهو ما يمثل دعماً لاقتصادات الدول العربية المصدرة للنفط في ظل ارتفاع إيراداتها النفطية التي تُعد من أهم مصادر الدخل القومي وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة، ومن ثم سيكون هناك انعكاس إيجابي على الصناعة والاستثمارات النفطية بشكل عام، وفي المقابل سيكون ارتفاع أسعار النفط هو أبرز التداعيات على الموازنات العامة للدول العربية المستوردة للنفط التي سبق وأن قدرت سعر برميل النفط خلال عام 2022 عند مستويات أقل بكثير من الأسعار المتداولة في الوقت الحالي.

أما فيما يخص الإجراءات التي يجب أن تتخذ من قبل الدول العربية لتجنب أي تداعيات سلبية على سوق النفط سواء بالنسبة للإنتاج أو الأسعار،  ففي إطار سعيها لتحقيق الاستقرار والتوازن في أسواق النفط العالمية، اتفقت مجموعة أوبك+ ومن ضمنها ست من الدول الأعضاء في منظمة أوابك على الإبقاء على اَلية زيادة الإنتاج الشهرية البالغة 400 ألف برميل يومياً خلال شهر أبريل 2022، حيث أن التقلبات الحالية في سوق النفط العالمية لا تنتج عن التغيرات في أساسيات السوق ولكن بسبب التطورات الجيوسياسية في شرق أوروبا.

وفيما يخص التداعيات على أسواق الغاز، فأن الأمانة العامة للمنظمة تتابع وباهتمام بالغ الانعكاسات التي تشهدها أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وما قد ينتج عنها من تداعيات، والتي جاءت أولى بوادرها فور انطلاق العملية العسكرية الروسية بحدوث قفزة في الأسعار وفق مؤشر TTF  الرئيسي في هولندا (المرجع الرئيسي لأسعار الغاز في أوروبا) بلغت نسبتها أكثر من 50% لتصل الأسعار إلى 44 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية، وكما توقعت الأمانة العامة حدوث موجة أخرى من ارتفاع الأسعار بسبب الأزمة، فقد وصل مؤشر TTF إلى أكثر من 65 دولار/مليون وحدة حرارية بريطانية يوم 4 مارس الماضي.ولا شك أن هذا التقلب الحاد في الأسعار يؤثر على استقرار السوق العالمية للغاز، ومن جانبها تحرص الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي، وبالأخص الغاز الطبيعي المسال، على استمرار إمداد عملائها بالغاز، حيث صدرت في شهر يناير 2022 أكثر من 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال لتلبي نحو 29% من الطلب العالمي، في أعلى “حصيلة شهرية” للصادرات تحققه الدول العربية مجتمعة في تاريخها، لتؤكد بذلك على ريادتها كمورد آمن وموثوق ومستدام للغاز الطبيعي.

* هل هناك مشروعات مشتركة في صناعة البترول والغاز بين الدول الأعضاء؟

** بادرت المنظمة منذ السنوات الأولى لتأسيسها إلى انشاء شركات مشتركة يرتبط نشاطها بقطاعات حيوية في الصناعة البترولية، وكان الهدف من تأسيس تلك الشركات هو مد جسور التعاون فيما بين الدول الأعضاء في المنظمة من جهة، وتحقيق منفعة مشتركة للمساهمة فيها من جهة أخرى، ونقدم فيما يلي نبذة مختصرة عن كل واحدة من تلك الشركات:

*  ما توقعاتكم بشأن أسعار النفط خلال 2022؟

** ساهم تفاقم التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا وما صاحبه من مخاوف بشأن إمدادات الطاقة في ارتفاع أسعار النفط بالأسواق الآجلة إلى أكثر من 112 دولار للبرميل في نهاية الأسبوع الماضي وهي مستويات لم نشهدها منذ عام 2014، يأتي ذلك في الوقت الذي تقل فيه الإمدادات عن مستوى الطلب العالمي المتزايد باضطراد عقب تعافي الاقتصادات من تداعيات جائحة فيروس كورونا، وهو ما كان له دور في تراجع المخزونات النفطية لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2015 وفقاً لأحدث التقديرات.

هذا ومن المتوقع أن تتراوح أسعار النفط خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2022 ما بين 100 إلى 120 دولار للبرميل وذلك في حال استمرار التوترات الجيوسياسية بشرق أوروبا، قبل تراجعها إلى ما دون 100 دولار للبرميل خلال الربع الرابع تزامناً مع العودة الكاملة لتخفيضات إنتاج دول أوبك+ المرتبطة بجائحة كورونا، غير أن احتمالية توقف إمدادات النفط من روسيا التي تعد ثالث أكبر منتج للنفط على مستوى العالم قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لتقترب من مستوى 150 دولار للبرميل خلال الأشهر القليلة القادمة.

* أشار تقرير المنظمة الأخير حول تطورات الغاز المسال أن مصر حققت النمو الأعلى عالمياً في صادرات الغاز المسال عام 2021، برأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى تحقيق مصر هذه القفزة في الصادرات؟ وما تقييمكم للتجربة المصرية في تطوير قطاع الغاز؟

** نعم حققت مصر النمو الأعلى عالمياً في صادرات الغاز المسال عام 2021 بعد أن سجلت نحو 6.5 مليون طن مقابل 1.5 مليون طن عام 2020، بنسبة نمو سنوية بلغت نحو 385%، وهي نسبة النمو الأعلى عالمياً مقارنة بباقي الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال خلال عام 2021.

ولا شك أن النجاح الذي حققته مصر في مجال الاستكشاف والإنتاج وما نجم عنه من تحقيق عدة اكتشافات للغاز والإسراع بتنميتها وفي مقدمتها حقل “ظهر” وحقل ” أتول” كان السبب الرئيسي نحو تحقيق فائض لتصديره إلى الأسواق العالمية، كما أن نجاح جهود مصر في إعادة تشغيل مجمع الإسالة في دمياط في شهر فبراير مطلع 2021، بعد توقف دام لنحو 8 سنوات، كان عاملا رئيسيا في تحقيق هذه القفزة في الصادرات.

* بالحديث عن أزمة الغاز في أوروبا، هل يمكن للدول العربية وخصوصا مصر المساهمة في توفير احتياجات القارة الأوروبية من الغاز؟

** يعد السوق الأوروبي أحد أهم وأكبر أسواق للغاز الطبيعي عالمياً، وتكمن أهميته في نسبة الاعتماد الكبيرة على الواردات لتلبية الطلب الداخلي على الغاز خاصة في ظل التراجع الحاد لإنتاج الغاز من الحقول الرئيسية في أوروبا.

وبالفعل تعد مصر والدول العربية من المصدرين الرئيسيين للغاز إلى القارة الأوروبية، وذلك عبر خطوط الأنابيب الممتدة من الجزائر وليبيا عبر البحر المتوسط إلى إسبانيا وإيطاليا والبرتغال. كما تقوم بعض الدول العربية بتوجيه حصة كبيرة من شحنات الغاز الطبيعي المسال. وبالفعل شكلت الدول العربية نحو 36% من إجمالي واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال في عام 2021.

* بالحديث عن الهيدروجين، لماذا تتجه الدول العربية نحو الهيدروجين رغم ما تتمتع به من ثروة بترولية؟ وماهي أبرز المشاريع الاستثمارية في إنتاج واستغلال الهيدروجين؟

** لأن الهيدروجين يعدمن  أبرز الحلول الدولية المطروحة للوصول إلى نظام خال من الكربون، كما اهتمت بعض الدول العربية بينها مصر بالاستثمار في مشاريع إنتاج الهيدروجين، وقد شهد عام 2021، نشاطاً ملحوظا من جانب الدول العربية في سبيل تعزيز التعاون والشراكة الدولية في مجال الهيدروجين والسعي نحو تنفيذ مشاريع عملاقة وتوقيع مذكرات تفاهم، منها ما يقوم على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بينما يقوم البعض الآخر على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق أو مشتقاته مثل الأمونيا الزرقاء.

* أشار تقرير المنظمة الصادر حديثاً أن مصر على قائمة الدول العربية في مشاريع الهيدروجين، برأيكم ما هي المقومات التي تملكها مصر لجذب المستثمرين؟

** تعد مصر من الدول العربية التي أبدت اهتماما متزايدا بالاستثمار في الهيدروجين، وهي المناطق الواعدة للاستثمار في هذا المجال مستندة على موقعها الجغرافي القريب من الأسواق المستهدفة، وبالأخص السوق الأوروبي، ووجود شراكات اقتصادية معها، بالإضافة إلى العلاقات الاستراتيجية المتجذرة بين شركات البترول الوطنية وشركات الطاقة العالمية، كما تعد المنطقة العربية عموما الأرخص عالمياً في تكلفة إنتاج الهيدروجين، علاوة على أنها تزخر بموارد الطاقة المتجددة المستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر كطاقة الرياح، وكذلك الطاقة الشمسية. وتوفر هذه المقومات مجتمعة الركيزة للبدء في تنفيذ مشاريع استثمارية بغرض التصدير إلى الأسواق المحتملة.

*  ما رأيكم عن استضافة مصر لمؤتمر المناخ كوب 27؟ هل يمكن للدول العربية بقيادة مصر توحيد جهود العالم في مواجهة آثار تغير المناخ؟

** إن الاهتمام الكبير الذي توليه جمهورية مصر العربية بموضوع التغير المناخي وأهميته من خلال ابعاده المتعددة خاصة فيما يتعلق بالبعد البيئي في مجالات التنمية المستدامة يتجلى واضحاً من خلال استضافة جمهورية مصر العربية لمؤتمر الأطراف في دورته السابعة والعشرين خلال شهر نوفمبر 2022م.  ومن خلال رئاسة المؤتمر يمكن للدول العربية استعراض الجهود التي تبذلها الدول في مجال التنمية المستدامة وتكثيف الجهود لإيصال وجهة النظر العربية في كافة الموضوعات ذات الصلة بالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة دولياً، وتنظيم فعاليات عربية تعكس وتعبر عن وجهة النظر العربية على هامش أعمال المؤتمر للدفاع عن مصالح الدول العربية الاستراتيجية حيال مختلف القضايا ومن أهمها بطبيعة الحال قضايا الطاقة والتنمية المستدامة . 

* هل تؤثر جائحة كورونا والمتحور الجديد على صناعة واستثمارات النفط والغاز فى الدول العربية؟

** لا شك أن جائحة فيروس كورونا كان لها انعكاسات سلبية على الاستثمارات في صناعة النفط والغاز خلال عام 2020، ليس فقط في الدول العربية، ولكن على مستوى العالم. غير أن المتحورات الجديدة من هذا الفيروس لم يكن لها تأثير ملموس، حيث أصبحت الدول العربية أكثر قدره على التعامل معها وعاد الانتعاش إلى الصناعة البترولية والاستثمارات فيها خلال عام 2021 بدعم من قوة أسعار النفط والغاز. هذا وتشير توقعات الشركة العربية للاستثمارات البترولية “أبيكورب” وهي إحدى الشركات المنبثقة عن المنظمة إلى أن استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستسجل نمواً خلال الأعوام الـخمسة المقبلة يفوق المستوى المتوقع خلال الفترة (2021-2025) البالغ 805 مليار دولار، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بشكل عام، والنفط والغاز الطبيعي على وجه الخصوص.

لمزيد من أخبار البترول على فيس بوك (اضغط هنا)

شاهد أيضا:

أوابك تشارك في الدورة التاسعة لمجموعة خبراء الغاز بالأمم المتحدة بجنيف

سيد الأبنودى

سيد الأبنودي، صحفي متخصص في مجال البترول والطاقة والتعدين، يتمتع بخبرة تمتد لمدة 19 عامًا في صناعة البترول، لديه خبرة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام، حيث قدم إسهامات قيمة وتقارير دقيقة تعكس تفاصيل الصناعة وتحدياتها _ Sayed El-Abnody, a specialized journalist in the fields of petroleum, energy, and mining, boasts a 19-year experience in the petroleum industry. He holds rich expertise in public relations and media, delivering valuable contributions and accurate reports that reflect the intricacies and challenges of the industry.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى