رسالة لمن يهمه الأمر



إن الكلمة سلاح ذو حدين ، فربما كلمة تفتح أبواب من الامل والصدق ، وربما كلمة يرسلها أنسان دون علم وبيان تكون معول للهدم لا للبناء ،

لقد قيل لنا في العلوم الدنيوية إن من يقرآ التاريخ يدرك أنه عاش مرتين ، تارة في عهدة ، وتارة آخري في عهد الأخرين ، فالبئية قد تكون في بعض الاحيان خرساء ولكنها تنطق من خلال الأنسان ، وهي تكفي احتياجات كل أنسان ولكن لا تكفي اطماع كل أنسان ،

لقد وهبا الله مصر بموقع فريد في آن واحد بين قلب أفريقيا وقلب العالم ، فظفرت من النيل بجائزته الكبرى ، فهي البلد الوحيد الذى تلتقي فيه القارتان ،ويقترب في الوقت نفسه من أوروبا ، بالمثل أنها الأرض الوحيدة التي يجتمع فيها البحران المتوسط والاحمر، أضف أنها البلد الوحيد الذى يلتقي فيه النيل بالمتوسط الاول بالطول والثاني بالعرض، مع التحام القارتين وتقارب البحرين ،

فكان اصابع الطبيعة تشير إلي مصر ، أعجوبة التاريخ لم يعرف بلداّ مثلها، وهبها الله بموقع فريد دون غيرها ، ولا ريب أن تعظيم الانتاج والتنمية الاقتصادية وزيادة الدخل القومي إلي أقصى حد هو الحل الإيجابي الأول مع وضع ضوابط للنمو السكاني

، فمصر حقا تتوسع الآن في كل شيء ، في الأرض ، في الزراعة وفي الاستصلاح ، في الصناعة ، في التعدين ، في الإنتاج عموما ، بمجهودات عنيفة ، ولكن بعائدات ضئيلة محدودة ، ويواجه الاقتصاد المصري فجوة في التمويل الأجنبي ، نتيجة لازمات العالمية ، وخروج الاستثمارات الأجنبية وارتفاع السلع ، والاخطر من ذلك فكلما يرفع البنك الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة يؤثر بالسلب على اقتصاديات الدول النامية ، يكمن في مصر ثروات من البترول بالبحر المتوسط والبحر الاحمر ، ومما لا ريب فيه أن الكلمة الأخيرة في بترول مصر لم تقل بعدة ، أمل مصر في حل مشكلتها الاقتصادية ، معقود فقط بكشف بترولي عظيم يضع مصر على مستوى عمالقة أو كبار منتجي الشرق الأوسط ، وأن شهدت مصر ثروة بترولية حقيقية ، وإذا حدث هذا فلسوف يخفف من وطأه المشكلة الاقتصادية ، ومما لا ريب فيه أن الكلمة الأخيرة في بترول مصر لم تقل بعد ، والبترول ثروة ثورية طالما تحدت كل التوقعات والحسابات ، ومع كل كشف جديد ترتفع معدلات الطموح والأمل، ولقد راينا بمقلتي العين ما حدث من اكتشاف حقل ظاهر علي الاقتصاد المصري تغيرت خريطة الطاقة والصناعة والاقتصاد المصري، وتحويل مصر من مستورد للطاقة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، فإن الزيادة فى إنتاج البترول ستؤدى إلى توفير مبالغ ضخمة من النقد الأجنبي كانت مخصصة للاستيراد،هذه النعمة تضع مصر على طريق “النمو والثروة والنفوذ”.

خلاصة القول: اللّهم إن كان رزق المصرين في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قريباً فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لنا فيه.

روائي دكتور / أسعد الهوارى

الشركة العامة للبترول

 

 

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى