سيد الأبنودي يكتب: طلعت زكي.. المربي الذي أعاد تعريف التعليم بالقيم والأخلاق
في زمنٍ تتغير فيه المفاهيم وتتبدل فيه الأولويات، وتشتد الحاجة إلى قدوات حسنة ونماذج متميزة تُرشد الأجيال نحو مستقبل مشرق، يبرز الأستاذ الفاضل طلعت زكي، الممثل القانوني لمدرسة بدر للغات بالمقطم، كمنارةٍ تنير دروب العلم والأخلاق، يتجاوز دوره كقائد إداري، فهو أبٌ روحيٌ لكل تلميذ وطالب، يسعى بغرس القيم النبيلة والمبادئ السامية في نفوس أبنائه قبل نقل معارف الحياة إليهم.
المربي الذي أعاد تعريف التعليم بالقيم والأخلاق
منذ اللحظة الأولى لمسيرته التربوية، آمن الأستاذ طلعت بأن التعليم الحقيقي يبدأ من بناء الإنسان، فالتعليم بلا قيمٍ كجسدٍ بلا روح، تحت قيادته الحكيمة، تحولت مدرسة بدر للغات بالمقطم إلى واحةٍ تنبض بالحياة، حيث تتعانق المعرفة مع الفضيلة.
تخرج من تحت جناحيه العديد من الناجحين والمميزين الذين شقوا طريقهم نحو المراكز المرموقة في شتى مجالات الحياة.
الأستاذ طلعت زكي يجسد قلبًا نابضًا بالحب والتفاني، تعاونه المثالي مع أولياء الأمور شكل نموذجًا يُحتذى به، مما حول مدرسة بدر إلى عائلة متآلفة تتشارك القيم والأهداف، اختياره للمعلمين والمشرفين جاء بعناية فائقة، مدركًا أن الكوادر التعليمية هي أساس أي مؤسسة تربوية ناجحة، فانتقى فريقًا يتسم بالكفاءة والإخلاص، يشاركونه الرؤية والأهداف، ويعملون بروح الفريق لتحقيق رسالة المدرسة السامية.
في أعماق صعيد مصر، وتحديدًا في محافظة قنا، نشأنا على قيمٍ راسخةٍ تُعلي من شأن العلم وتحترم المعلم تقديرًا يليق بمكانته السامية، كلمات الشاعر أحمد شوقي “قُم للمعلم وفِّهِ التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولًا” كانت ترن في آذاننا، ترشد خطانا نحو نور المعرفة، مع مرور السنوات وتوالت الأيام، تأكدت أهمية هذه القيم في رحاب مدرسة بدر تحت قيادة الأستاذ طلعت زكي.
يشبه الأستاذ طلعت زكي معلمنا القديم الأستاذ رضوان، معلم اللغة العربية في قنا، الذي كان يحرص على لغتنا الجميلة ويعلمنا الصبر والحكمة، يجمع بين الحزم واللين في تعامله مع طلابه؛ حزمٌ في التربية والأخلاق لا يقبل فيهما التهاون، ولينٌ في التعاطف والرحمة، يدرك حاجات أبنائه ويحتوي مشاعرهم، يعاملهم كأبٍ حنونٍ، يوجههم نحو الصواب، ويغرس في نفوسهم قيمًا ستبقى معهم مدى الحياة.
ما يقدمه الأستاذ طلعت يتجاوز التعليم التقليدي ليصبح رسالةً سامية لبناء جيلٍ قادرٍ على مواجهة تحديات الحياة بثبات وقيمٍ راسخة، أعاد إلينا الإيمان بدور المعلم كقدوةٍ وموجهٍ، وكناقلٍ لمشعل الحضارة والقيم. في زمنٍ تتبدل فيه الأولويات، يظل طلعت زكي رمزًا للعطاء والتفاني، ونموذجًا يُحتذى به في مجال التربية والتعليم.
ختامًا، نرفع للأستاذ طلعت زكي أسمى آيات الشكر والامتنان على جهوده التي لا تُقدر بثمن، وندعو له بدوام الصحة والتوفيق، نتمنى أن تستمر مسيرته المضيئة في إلهام الأجيال القادمة، وأن يبقى نبراسًا يهتدي به كل من يؤمن برسالة التعليم وقيمه السامية.
قصة الأستاذ طلعت زكي هي ملحمةٌ إنسانيةٌ تُجسد قيم العطاء والمحبة والالتزام، ودعوةٌ لكل فرد في مجتمعنا ليحذو حذوه، ويؤمن بأن بناء الوطن يبدأ من بناء الإنسان.