هالة الدسوقي تكتب: ما هو شعورك ؟!!!
هالة الدسوقي
لا أكاد أسمع سؤال ما هو شعورك في المقابلات الإعلامية ؟ إلا واشعر بإحساس غريب .. وأرى من يسأله .. وكأن أذناه طالت لتكون أذني “أرنب” !! خاصة إذا كان السؤال في مناسبة صارخة الوضوح … فرح شديد أو حزن بالغ.
لذا اتمنى الغاء سؤال ما هو شعورك من وسائل الاعلام .. فمن البديهي أن من يعيش حدث مفرح لابد وأن يكون ..سعيد .. فرحان .. طاير في السما .. ويحلق بلا جناحين .. شعوره معروف دونما سؤال ..
أما من كان يعيش حدث محزن .. فمن المؤكد أنه حزين .. طهقان .. هيطلع من هدومه .. وهيطق من جنابه .. هيشد شعره .. وهيلطم خدوده … حزين .. والله حزين.
لذا من وجهه نظري .. لابد أن يٌلغى هذا السؤال من قاموس الإعلاميين ..
والدليل على أنه سؤال سمج ..ثقيل .. لا فائدة منه .. هو ما سوف أرويه لكم الآن .. شاهدت حوار قريبا على إحدى القنوات الإخبارية مع احدى الغزاويات – كان الله في عونها ورزقها الصبر والسلوان – استشهد لها ثلاثة اطفال والبنت التي تبقت معها بترت ساقها .. فتسألها المذيعة ما هو شعورك بعد كم هذه الاحداث التي حدثت لك ؟ برب السماء ما هذا السؤال ؟ وكيف طاوعها لسانها لتسأله ! .. إنه سؤال أقل ما فيه أن يعصر قلبها عصرا .. أم من المنتظر أن تأتي الإجابة عكس المتوقع .. أيمكن أن تقول لها أنها سعيدة .. لا أستوعب ولا أستطيع أن أستوعب .
ولنضرب مثالا آخر .. في نهاية إحدى مباريات كرة القدم قد نرى المذيع يتوجه لأحد لاعبي الفريق الفائز ويسأله نفس السؤال ما هو الشعور بعد فوزكم ؟! يا الله .. ما هذه السماجة .. أمن المتوقع أن يكون إحساسه عكس الطبيعي .. أيمكن أن يراوده إحساس غير الفرح .. مثلا ؟ّ!
يكفي هذا القدر من الأسئلة التي ليس لها أيه فائدة ولا تضيف شيء للمستمع أو المشاهد .. بل تجعله في حالة من الإسبهلال نتيجة ذكاء السؤال المطروح ؟
وقد يكون لهذا السؤل موقع حينما يكون في قضيه ليست ظاهره التعبير ولا فاقعة الوضوح .. فيكون له معنى في موقف محير أو في حدث لا يتضح أهو يميل إلى الفرح المبهر أو الحزن الشديد…