84000 ضحية في 100 يوم
هالة الدسوقي
دخلت الهجمة الصهيونية على إخواننا بقطاع غزة على يومها الـ 100 وخلال تلك الأيام سقط 23968 شهيدا، بينما بلغ عدد الجرحى 60582.
تلك الأرقام أفزعتني كثيرا وفاجأتني .. نعم فاجأتني لأني لا أطيق متابعة أخبار ما يحدث على أرض فلسطين المحتلة، لما تورثني من مرض لا أستطيع معه ممارسة حياتي اليومية.
وبقيت بعيدا عن متابعة الأخبار، وأغمضت عيني عن مشاهدة الصور البشعة لحجم الدمار، وكم الدماء ومنظر القتلى من أطفال ونساء وشيوخ، فلم تعد نفسي تحتمل فكرة الظلم الجائر دونما رادع، باستثناء بعض المحاولات المحمودة لوقف هذه الإبادة لشعب صاحب حق دونما أن تقوى على وقف هذه الهجمة المتوحشة من قبل جبناء البشر.
لم أعيد أطيق مشاهدة الحق وقد قُلب لباطل ورأس الباطل وهي تطل ببجاحة منقطعة النظير، لم أعد أحتمل رؤية مناصري الباطل والمتشدقين بدعاوى العدالة والحق ومراعاة حقوق الإنسان وواضعي مواثيق حقوق الطفل ووو …. وهي حبر على ورق لا يُطبق إلا على من يختارون ..ومَن ورائهم فيطبق عليهم ما يريدوه من قتل وإبادة وتجويع وتشريد، دونما أن تظهر على وجوههم الكالحة حمرة الخجل.
ولم اعد احتمل فكره العجز .. فكم من مرة وانا أرى ما يعانيه حبيب وأمامه اقف مكتوفة اليدين لا حيلة لي.. وهو وضعي الٱن ووضع كل نفس معذبة لرؤية المعذبين من أهلنا في فلسطين المحتلة، ونظل مكاننا مكبلين بالآف القيود ومحاطين بملايين العراقيل، وجميعنا بلا حيلة.
أعلم أن العدل ليس سمة هذه الحياة الدنيا والحق غير مستحب فيها خاصة في ظل سيطرة من هم عنوان للقهر والظلم والوحشية على مر العصور وهم المسيطرين الآن على مجريات الأمور في العالم.
فاليهود قد عذبوا وقتلوا أنبياء الله وهم أكرم البشر أجمعين، وهم نوعية لا تطيق أن يعيش غيرهم على وجه الأرض وما يزيد تجبرهم عدم خوفهم من قوى ترعبهم وتدخلهم إلى جحورهم.
وكما نرى .. تمادى الصهاينة في طغيانهم وأخذوا يحصدون إخواننا في فلسطين حصدا..والله إن أرقام الضحايا تُفزع وتُحزن وتمزق شغاف القلب، وتعكس مدى الخزي والعار الذي طالنا نحن المسلمين في أرجاء العالم، فنحن الآن كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كثر ولكن كغثاء سيل.
ولعل من يقرأ هذا المقال يلاحظ اضطراب أفكاري ..فإني والله لا أجد ما أصف به هذه الكارثة الإنسانية .. فالكلمات محيت من ذهني والأوصاف غادرت عقلي أمام حجم ما يلاقيه هؤلاء البشر ممن يستحقون الحياة ..
ولا يملك قلبي سوى ترديد “حسبنا الله ونعم الوكيل”.