وعود ترامب بخفض الأسعار تتلاشى أمام أرقام التضخم
البريمة – ترجمة
على الرغم من الوعود المتكررة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بخفض الأسعار، يبدو أن تحقيق هذا الهدف ليس بالمهمة السهلة في ظل ارتفاع أرقام التضخم.
تسارع التضخم رغم وعود ترامب
وجاء، في تحليل اقتصادي نشرته الجارديان البريطانية، أنه قد تم انتخاب ترامب بعد أن وعد بخفض الأسعار بسرعة، في وقت كان جزء كبير من البلاد يعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة بعد سنوات من التضخم المرتفع.
وفي المقابلة الرئاسية التقليدية لترامب رد على مذيع قناة “فوكس نيوز” عما إذا كانت العائلات الأمريكية ستشعر بتأثير خفض الأسعار، قام ترامب بتغيير الموضوع قائلًا: “أعتقد أننا سنصبح أغنياء – وانظروا، نحن لسنا أغنياء حاليًا”، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن الديون الوطنية الأمريكية والعجز التجاري مع دول أخرى.
من يمكنه لومه؟
البيانات الصادرة يوم الأربعاء أكدت التحدي الكبير الذي يواجه إنهاء التضخم، كما وعد ترامب خلال حملته الانتخابية: فبدلًا من الانخفاض، ارتفعت معدلات التضخم مع عودته إلى البيت الأبيض الشهر الماضي.
ربما يكون تردد ترامب في التعليق على هذه القضية اعترافًا ضمنيًا بحدود سلطة أي رئيس. فهو يدرك جيدًا مدى سيطرته على التضخم، حيث تخفي الأسعار التي يواجهها الأمريكيون عند ملء سياراتهم بالوقود أو شراء البقالة مجموعة معقدة من العوامل.
الخطاب الجريء لا يغير الواقع دائمًا
كما تعلم ترامب خلال ولايته الأولى، فإن الوفاء بوعود الحملات الانتخابية أسهل من تحقيق اختراقات حكومية.
مخاطر الرسوم الجمركية
بينما يشير ترامب إلى صعوبة خفض التضخم، حذر الاقتصاديون من أن استراتيجيته الاقتصادية قد تؤدي إلى تفاقم الوضع، مثل فرض رسوم جمركية عالية على السلع المستوردة قد يجلب “تريليونات” الدولارات، وفقًا لترامب، ويجبر الدول على الانصياع لإرادته.
ولكن تلك الرسوم الجمركية سوف يكون لها آثار جانبية، كما يحذر قطاع الأعمال الأمريكي الذي يستعد لارتفاع الرسوم على المستهلكين في جميع أنحاء البلاد.
الشركات الأمريكية تدق ناقوس الخطر
من جانبها، بدأت الشركات الأمريكية تدق ناقوس الخطر، حيث حذر رئيس شركة “فورد موتور” من أن الرسوم الجمركية المقررة على كندا والمكسيك ستحدث “ثغرة” في صناعة السيارات الأمريكية. كما أثيرت مخاوف بشأن تأثير هذه الإجراءات على أزمة الإسكان.
وقبل أن يتراجع ترامب عن حافة إشعال حرب تجارية مع جيران أمريكا الأقرب هذا الشهر، مؤجلًا الرسوم على كندا والمكسيك حتى مارس، اعترف بأن هذه الإجراءات قد تسبب “بعض الألم” للأمريكيين.
تضخم بايدن !
هكذا أعلن ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي في دقائق ما بعد صدور تقرير الأربعاء. ولكن إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، فلن يتمكن من لوم سلفه، الرئيس السابق جو بايدن، لفترة طويلة.
