أنا بكره اسرائيل

“أنا بكره إسرائيل” .. لعل تلك الأغنية التي قام بأدائها المطرب الشعبي “شعبان عبد الرحيم” رحمة الله عليه، هي خير تعبير عما يختلج في صدور عموم الشعوب من الدول العربية، وتثير شجونها كل اتفاق جديد بين أي دولة عربية وهذا الكيان المجرم.

فقد تتصالح السياسة وساستها مع هذا الكيان وتعقد المصالحات وتتم الاتفاقيات ويسير التطبيع سهلا ويسيرا، ويتغنى المسئولون ورجال الأعمال وأصحاب المصالح بهذه العلاقات، إلا أن الشعوب ترفض تلك الممارسات قلباً وقالبا، وتشعر بخيبة أمل كبيرة، بعد أن أصبح معاملتها شيء لا يبعث على الخجل أو الكتمان، بل أن كل ما يحدث أصبح يحدث في العلن وبفرحة ولهفة شديدتين.

ولكن .. الشعوب لم ولن تنسى أبداً أن هذا الكيان مغتصب لأرض عربية .. مجرم في حق شعوبها، فالصهاينة محتلون شاء من شاء وأبى من أبى، وهم مغتصبوب سواء رضى مهادينيهم أم أبوا.

فالشعوب مواقفها ثابتة لا تتغير بمرور الزمن ولا تتبدل باتفاقيات أو معاهدات أو تبادلات تجارية أو صناعية أو غيرها من المعاملات التي تفرضها عالم السياسة.

فلا ننسى أن “إسرائيل” ..هذا الكيان الذي لا يستحق أن يُوصف بلقب لأحد الأنبياء وهو لقب نبي الله يعقوب، وهو منهم براء، ليعطوا لأنفسهم نوع من القدسية والشرعية، التي هي بعيدة كل البعد عنهم، فهم – مهما تلونوا وتأنقوا- صهاينة يهود متشددون تخلص منهم العالم الغربي بعد أن جمعهم  وزرعهم – دون وجه حق – في المنطقة العربية، وأضفوا على كيانهم الشرعية حتى لا يطاردهم شبح وجودهم في الحياة.

لن تنسى الشعوب العربية أن هذا الكيان غير المشروع .. مهما أضفت عليه الدول ذات المصلحة معه أو التكتلات الكبري أو المحافل الدولية أو تعاون معه كافة الرؤساء…فيظل كيان مزيف مغتصب محتل ..وليس له حق في شبر واحد من أي أرض عربية.

ولن ننسى لهذا الكيان المزيف فظائعه ومجازره بحق شعوبنا .. ولنستعرض على سبيل المثال لا الحصر ما ارتكبه هؤلاء المحتلون في حق بعض شعوب منطقتنا العربية، في فلسطين ومصر ولبنان.

فتشهد على إجرامه مجازر فلسطين، فتلك مذبحة بلدة الشيخ، التي   اقتحمت فيها عصابات الهاجاناه الصهيونية عام 1947 قرية بلدة الشيخ ولاحقت المواطنين العزل، وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال، حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية.

مجزرة دير ياسين، التي تُعد من أبشع مجازر الاحتلال على مر التاريخ، والتي وقعت عام 1948، وفيها هاجمت عصابتا “الأرغون” و”شتيرن” الصهيونيتان، سكان دير ياسين، أطفالا وشيوخا ونساء، قتلوهم ومثّلوا بجثثهم، ثم ألقوا بها في بئر القرية، ووصل عدد شهداء المجزرة إلى 245 شهيدًا فلسطينيًا.

وقد تفاخر مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بهذه المذبحة في مذكراته فقال: “إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي.. لولا دير ياسين ما قامت إسرائيل”.

 

مجزرة الطنطورة، ووقعت أيضا عام 1948، حيث هاجم مجموعة من قوات الهاجاناة الصهيونية قرية الطنطورة، وبعد معركة قصيرة سقطت القرية في أيديهم، وقد هجّروا 1200 من سكانها إلى قرية الفرديس المجاورة، وقتلوا حوالي 200 فلسطينيًا.

وعن تفاصيل المجزرة؛ قال المؤرخ الإسرائيلي “ثيودور كاتس”، أن الصهاينة انهمكوا لعدة ساعات بعد اقتحام القرية، في مطاردة دموية في الشوارع، ووصل عدد القتلى من الفلسطينيين الذين تم إعدامهم بدم بارد في البلدة ما بين 200 إلى 280 فردًا”.

والمجازر عديدة ومتكررة في حيفا والقدس ومذبحة المسجد الأقصى ومذبحة الحرم الإبراهيمي وغيرها

أما في لبنان على سبيل المثال وليس الحصر، فتشهد على فظائع هذا الكيان المجرم مذبحة “صبرا وشاتيلا” عام 1982 ، حيث دخلت قوات الصهاينة المخيم بعد دخولها العاصمة اللبنانية بيروت وإحكام سيطرتها على القطاع الغربي منها، وراح ضحيتها 1500 شهيد من الفلسطينيين واللبنانيين العزّل، بينهم الأطفال والنساء، فضلاً عن اغتصاب النساء.

مجزرة حانين عام 1967، وفيها تم حصار القرية وأقدمت القوات المحتلة على قتل السكان بالفؤوس ونهب محتويات المنازل وإشعال النار فيها، وفي نهاية المجزرة سويت البيوت بالأرض باستثناء غرفة واحدة دون سقف لا تزال شاهداً على المجزرة.

وإذا انتقلنا إلى مصر، فهناك مذبحة “شاكيد” وهي مجزرة “يباهى بها اليهود”، حيث قامت قوات الاحتلال قبل انتهاء القتال في شبه جزيرة سيناء عام 1967، بذبح ٢٥٠ مجندًا مصرياً ودفن بعضهم أحياء على أيدي حملة “شاكيد” العسكرية تحت قيادة “بنيامين بن آليعازر”.

مجزرة بحر البقر، وضحاياها من الأطفال، الذين راحو ضحية هجوم لقوات الصهاينة الجوي عام 1970، حيث قصفت طائرات مدرسة بحر البقر مما أدى إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.

ولأجل ما ورد بالمقال وغيرها من الفظائع والمجازر والمذابح فلن تنسى الشعوب أن هذا الكيان عدو .. ولا تطبيع ولا سلام معه من قبل الأفراد، وسوف يعود الحق لأصحابه وإن مرت السنون، ولن تتنازل الشعوب عن وصف هذا الكيان بالعدو والورم السرطاني المتربع في قلب المنطقة العربية ولابد من استئصاله يوما ما.

[email protected]

حفظكم الله

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى