التطور الطبيعي للإعدادية والثانوية .. منازل برغبتهم !!

التطور الطبيعي للإعدادية والثانوية .. منازل برغبتهم !!

هالة الدسوقي
[email protected]

الحال في المدارس الإعدادية اليوم والثانوية يثير العجب .. لمن هم من جيلي على وجه الخصوص.. فالعادة الآن ..المكوث في البيت ..وعدم الذهاب للمدرسة، وإبدال المدرسة بالـ “سنتر”.

وهذا المدعو “سنتر”، هو الشكل الحديث للدرس الخصوصي ..والبديل للمدرسة !.. فهو مشروع مرحب للمدرسين .. وشكل جذاب للطلبة .. ومسمى يملأ آذانهم .. ويجذب انتباههم .. فيصبح كالإدمان لديهم .. فيوميا هناك “سنتر”، في كافة المواد.

وهذا المكان يتراص به الطلاب على مجموعة من الكراسي في وقت محدد لتلقي الدرس، ويدفع الطالب للمدرس بالحصة كما يدفع إيجار المقعد الذي يجلس عليه.

وهو مشروع مربح للمدرسين .. مرهق لجيوب أولياء الأمور، ففي حالة تغيب الطالب عن المدرسة ..فهو يريد الشرح في كافة المواد حتى التربية الدينية، وبالتالي يحضر كافة الدروس التي تحتاج – بلا مبالغة – إلى بنك لتمويله يوميا.

ولا أعلم أين وزارة التعليم من هذه المعادلة الصعبة، طالب لا يزور المدرسة إلا وقت الامتحانات، و”سناتر” .. كما يطلق عليه الطلبة عن جمع كلمة “سنتر”.. تعمل ليل نهار.. وأولياء أمور يخرجون في الروح يوميا مع نزيف الدفع المستمر للدروس اليومية.

وأتساءل أين اختفت ورقة استدعاء ولي الأمر؟؟ التي كانت ترسل لأولياء الأمور عند تغيب الطالب عن المدرسة عدة أيام .. وقتنا .. هل أصبحت تلك موضة قديمة ..معذرة .. ورقة قديمة .. لا تستخدمها المدرسة .. راحة لرؤوس المدرسين وزيادة في حجم جيوبهم.

وقد أكد لي بعض الطلاب أن المدرسين هم من يدفعوهم لعدم الذهاب للمدرسة، والاعتماد على الدروس في “السناتر” .. وعند استفساري عن مصير من يذهب إلى المدرسة .. فتلقيت إجابة عجيبة .. أن من يذهب للمدرسة يتم ضمهم جميعا في فصل واحد .. وكل واحد منهم إما أن يتحدث مع من يجاوره أو يتحدث مع “الجو” .

ولا أحب التعميم .. فليس كل المدرسين على نفس الشاكلة ممن يدفعون الطلاب لهجر مدارسهم ، ولكن هناك فئة أصبحت حقا خطيرة.. فزمان كان من يلجأ إلى الدرس الخصوصي هو الطالب الضعيف .. أما الآن فهي موضة الكل يرتديها .. يتقلدها .. يدمنها .

والوضع هذا يحتاج لوقفة .. تُرجع الأمور لنصابها الصحيح .. فالطالب مكانه الطبيعي المدرسة .. والمدرس وظيفته الأساسية الشرح في المدرسة .. ولا مانع من الدرس الخصوصي في المادة التي يعاني فيها ضعفا.

وفي النهاية .. إليكم حواري مع طالبة بالشهادة الإعدادية

– حبيبتي .. لماذا تحضرين كافة الدروس في كل المواد ؟؟
– عشان أفهم ؟
– طب مش بتفهمي من مدرسينك في الفصل؟
– مش بروح المدرسة؟
– إزاي؟
– مفيش حد بيشرح ولا في بنات بتروح المدرسة .. واللي بيروحوا بيضموهم في فصل واحد ومش بيشرحوا لهم؟؟
– غريبة ..
– والأساتذة هما نفسهم اللي قالولنا منروحش المدرسة، وناخد عنهم دروس في “السنترات” اللي بيدرسوا فيها.
– والسنترات دي فيها كام طالب ؟
– كتيييير .. الأعداد كبيرة.. مفيش حد بيروح المدرسة والكل بياخد دروس في “السنتر”.
– طب روحي حتى يومين في الأسبوع .. يعني شوفي أصحابك ..وغيري روتينك اليومي ويمكن المدرسين يشرحوا.
– مش هروح..ملوش لزوم .. أنا كفاية عليه أروح السنتر.. وبكرة تعرفي أن الدروس في إعدادي هي الأساس .. لما ابنك يدخل إعدادي.
– ربنا يستر .

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى