الخَزين وكوباية الشاي !

هالة الدسوقي 

أتذكرون الخَزين .. كان كل بيت مصري لا يخلو من الخَزين السنوي من بصل وثوم وأرز، وخَزين شهري من من زيت وسكر وشاي وفراخ ولحوم ومكرونات … ياااااه حكايات .. وعلى رأي البائعين ” ده كان زمان”.

وأصبح الذي يشتري لا يضع في حساباته أو يمر في تفكيره فكرة التخزين تلك، ويكتفي بالربع كيلو أو النصف كيلو، لتغطية مطالب اليوم بيومه فقط.

حاليا ومع غلاء الأسعار الجنوني .. أصبحت كافة المنتجات من مأكولات وسلع وخدمات تشتعل لحظيا وبأرقام قياسية ، فالزيادة تكون بخمس أضعاف وبالعشر أضعاف.

ونتذكر .. عند دخولنا للسوق كيف كان هذا المنتج من كام شهر مثلا بـ 30 جنيه والآن أصبح بـ 150 .. وتظل الذكريات تلاحقنا مع التعرف يوميا على جديد الأسعار.

يا جماعة والله .. “ولا ليكم عليه حِلفان” .. أنه عندما كانت تحتار أي سيدة في وجبة اليوم .. كانت صديقتها تقترح عليها الوجبة السهلة البسيطة والتي في متناول اليد .. ألا وهي “مكرونة وبانيه”.. صدمة .. البانيه ..كان عادي كده خالص ..وجبة سهلة وسريعة ورخييييييصة .

وما يثير الدهشة والعجب والحيرة والارتباك والاضطراب .. أنه لا يوجد سقف للأسعار .. فهي في اشتعال دائم ..

وكيف تسير الدنيا في ظل وجود المدارس والدروس الخصوصيه والكهرباء والغاز والايجار والمجاري .. حتى “الببيه” أصبح له فاتورة .. لا أعلم

ولا تتعجب عزيزي القارئ .. إن صادفت هذا الموقف .. تخيل أنك قمت بزياره لأحد أصدقائك، وعرض عليك أهل البيت تناول مشروب، ودار بينك وبينهم هذا الحوار:

  • تشرب شاي ؟
  • مفيش مشكلة نشرب شاي
  • بس هتشربه من غير سكر .. أنت عارف بقى إن في أزمة السكر!!
  • عادي .. حتى دا هيبقى صحي أكتر.
  • بس ممكن كمان تشربه من غير شاي .. لسه الشاي خلصان !
  • عادي انا اتعودت على شرب الميه السخنة .. مفيدة جدا للي عايز يعمل ريجيم.
  • يووووه .. دي الأنبوبة خلصت ولسه مغيرنهاش
  • يا جماعة أنا بس محتاج كوباية ميه عادية .. ريقي نشف
  • يا دي الكسوف… احنا مدفعناش الفاتورة فطعوا علينا الميه !!

في هذه الحالة اخرج كل ما في جيوبك وضعه على المنضدة .. في حالة أنك وجدت لديهم منضدة

وانطلق حامدا الرحمن على نعمه الصحه التي لا تحاسب عليها بالفواتير .. وخذ نفسا عميقا من الهواء حتى وإن كان ملوثا .. وأحمد الله أنه خارج أيضا ..نظام الفواتير!!

 

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى