هالة الدسوقي تكتب: حين رحل العالم عني

كيف يملأ شخصا واحدا العالم كله!؟ وحينما يرحل، يبقى العالم بلا أحد. هل جربت هذا الشعور من قبل؟
أنا جربت هذا الإحساس .. جربته حينما توفيت جدتي، بعدها كنت أسافر إلى بلدتي، التي أعشق ترابها، وأجده قد فرغت من البشر.
أين هي ؟ وكيف لها أن تملأ وحدها المكان ؟! وبعد رحيلها لا أشعر بالدفء والسعادة التي كانت تحيطني وقتما ألقاها .
وحاصرني هذا الشعور عند رحيل أمي، كيف لها أن تكون هي المكان والناس والدنيا والحديث والصديق والعمر كله بأيامه ولياليه،
وحين رحلت رحل معها قلبي وتحيرت روحي.
فقدت أمي وصديقتي وابنتي،
من كانت تغمرني بروحها ومن أجلي تشقي نفسها.
وحينما أحزن يكون حزنها أضعاف حزني، وحينما أفرح تكون قد وجدت سعادتها،
ما أجمل أن يكون في العالم شخص ينشق قلبه من أجلك، يفكر دائما في ألا يحزنك أحد وألا يعكر صفوك أحد، يدافع عنك بكل ما أوتي من قوة ويطيب خاطرك ويحرس أن يحتويك حتى لا يجرحك أحد أبدًا.
تلك كانت أمي .. كانت قلب يحتويني وعقل لا يفكر سوى في مصلحتي وجسد وهن من أجل راحتي وروح تعلقت بتفاصيلي.
أمي أفتقدك كثيرًا .. وأدعو الله أن تكوني في مكان لا شقاء ولا حزن ولا كرب ولا هم فيه لدى العلي الرحيم . اللهم اجعل أمي في الفردوس الأعلى من الجنة وكل أم ضحت من أجل ابنائها وسعادتهم.