البريمة تحصل على نسخة من تقرير الأوابك حول تطورات الغاز الطبيعي العالمي
خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2022
سيد الأبنودى
حصل موقع «البريمة» على نسخة من التقرير الصادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) حول تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2022، الذى أعده المهندس وائل حامد عبد المعطي خبير صناعات الغازية بإدارة الشؤون الفنية بالمنظمة، وذلك برئاسة الأمين العام عـلي سبت بن سبت.
تطورات الغاز الطبيعي العالمي
وينقسم التقرير إلى جزأين، حيث يستعرض الجزء الأول أبرز التطورات والتغيرات التي شهدتها صناعة الغاز الطبيعي المسال خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2022 من خلال استعراض ديناميكية الأسواق، وتطور صادرات الغاز الطبيعي المسال، ومكانة الدول العربية في السوق العالمي. كما يتناول تطور أسعار الغاز الطبيعي المسال في الأسواق العالمية والموقف الاستثماري في مشاريع الغاز الطبيعي المسال المخطط تنفيذها وفق آخر المستجدات، وذلك بعد أن صعدت قضايا أمن الطاقة في أوروبا على الواجهة، واحتلت الأولوية على أجندة الطاقة.
تطورات الهيدروجين
أما الجزء الثاني فقد خصص لتحليل التطورات التي يشهدها الهيدروجين، الذي بات أحد أبرز الحلول الدولية المطروحة للوصول إلى نظام خال من الكربون كونه يصلح كوقود لا ينتج عن حرقه أية انبعاثات، ويمكن إنتاجه من مصادر الطاقة المتجددة. كما يتناول تطورات الهيدروجين في مجال السياسات والاستراتيجيات الوطنية عربياً وعالمياً، في ضوء سعي عدة دول نحو تبني خطط طموحة تقضي بالتوسع في استخدامه، ويستعرض أبرز المشاريع المعلنة من قبل الشركات الوطنية والعالمية في مجال إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر والأمونيا. وقد اختتم التقرير بأبرز الاستنتاجات.
أولاً: تطورات قطاع الغاز الطبيعي المسال العالمي خلال الربع الثاني والثالث من عام 2022
1- التطورات العالمية
بلغ إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمي خلال الربع الثاني من عام 2022 حوالي 98.2 مليون طن، وهو أعلى من صادرات الربع المماثل له من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 5.4%. بينما بلغ إجمالي الصادرات خلال الربع الثالث 2022 حوالي 96.9 مليون طن، وهو أعلى أيضاً من صادرات الربع المماثل له من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 8.1%، كما هو مبين بالشكل -1، ويعكس هذا النمو المستمر في الصادرات، تعافي السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال، والدور المحوري له في تلبية نمو الطلب العالمي على الطاقة.
صادرات الغاز الطبيعي المسال
وإجمالا، فقد بلغ إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2022 حوالي 293.7 مليون طن، مقابل 277.9 مليون طن خلال الفترة المماثلة من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 5.7%. وإن استمرت الصادرات في النمو على هذا النحو خلال الربع المتبقي من عام 2022، فمن المتوقع أن تحقق التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال رقماً قياسياً بنهاية عام 2022 لم تشهده صناعة الغاز الطبيعي المسال على مدار تاريخها الممتد لأكثر من خمسة عقود.
نتيجة تسرب غاز الميثان
وعلى مستوى الدول المُصدرة، استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق معدلات مرتفعة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق 2021، بفضل اكتمال تشغيل المشاريع الجديدة وهي وحدة الإسالة السادسة (T-6) في محطة Sabine Pass LNG التي دخلت حيز التشغيل في شهر فبراير 2022، ومشروع Calcasieu LNG في ولاية لويزيانا الذي دخل حيز التشغيل في شهر مارس 2022. بيد أنها تأثرت بداية من شهر يونيو 2022، بسبب الحادث الذي تعرضت له محطة Freeport LNG في اليوم الثامن من نفس الشهر، نتيجة تسرب غاز الميثان من أحد خطوط شحن الغاز الطبيعي المسال بداخل المحطة.
سلامة المواد الخطرة والأنابيب الأمريكية
وبحسب بيان إدارة سلامة المواد الخطرة والأنابيب الأمريكية فقد تسبب الحادث في حدوث انفجار للخط الواقع بالقرب من صهاريج تخزين الغاز الطبيعي المسال، وتلَف بعض مكونات المحطة. وعلى أثر ذلك، توقفت المحطة بشكل كامل، التي تشكل وحدها 17% من إجمالي الطاقة التصديرية للغاز الطبيعي المسال للولايات المتحدة الأمريكية. وبعد الانتهاء من مراجعة قواعد الأمن والسلامة، وإجراء الإصلاحات اللازمة، وضع مشغل المحطة خطة لإعادة تشغيلها تدريجياً بداية من شهر أكتوبر 2022، على أن تدخل طور التشغيل الكامل بحلول شهر مارس 2023.
تراجع إجمالي صادرات الولايات المتحدة الأمريكية
كما أنه بسبب توقف محطة Freeport LNG، تراجع إجمالي صادرات الولايات المتحدة الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الثاني 2022 مقارنة الربع السابق له (الربع الأول) ليصل إلى 19.5 مليون طن، إلا أنه ظل أعلى من صادرات الربع المماثل من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي بلغت 10.2%. واستمر في التراجع خلال الربع الثالث من عام 2022 ليبلغ نحو 18.8 مليون طن، لكنه ظل متخطياً مستوى صادرات الربع المماثل من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 10.6% .
شاهد أيضا:
وزير البترول يستعرض الخطط الاستثمارية للبحث والاستكشاف حتى عام 2025
وإجمالا، فقد بلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2022 حوالي 58.7 مليون طن مقابل 51 مليون طن خلال الفترة المماثلة من عام 2021 بنسبة نمو أساس سنوي 15.1%. ومن المتوقع إن ارتفعت الصادرات خلال الربع المتبقي من العام 2022 وفقاً للأداء التشغيلي لمحطة Freeport LNG، أن تتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال عالميا لأول مرة في عام 2022.
لمزيد من أخبار البترول على فيس بوك (اضغط هنا)
وفي أستراليا، كما بلغت صادرات الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 19.7 مليون طن، مقارنة بنحو 18.2 مليون طن في الربع المماثل من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 8.2%، وذلك بفضل معاودة تشغيل محطة الإسالة العائمة Perlude LNG مطلع شهر أبريل 2022 التي كانت متوقفة منذ بداية العام لأعمال الصيانة.
تراجعت الصادرات خلال الربع الثالث
بينما تراجعت الصادرات خلال الربع الثالث من عام 2022 إلى 19.6 مليون طن مقابل 20.5 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021 بنسبة تراجع على أساس سنوي 4.4%، وذلك بسبب أعمال الصيانة في خطـي إسالة الغـاز في محـطة Ichtys LNG التي جرى تنفيذها خلال شـهري يوليو وأغـسطس 2022، علاوة على توقـف المحـطة العـائـمة Shell Prelude LNG مرة أخرى ولكن بسبب اضراب العاملين في المجال البحري، الأمر الذي أدى إلى توقف عمليات شحن الغاز الطبيعي المسال على الناقلات من المحطة لأكثر من شهرين، قبل أن يستأنف العمل بها أواخر شهر سبتمبر 2022.
وإجمالا، فقد بلغ إجمالي صادرات أستراليا خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2022 حوالي 58.6 مليون طن، وذلك مقابل 58.3 مليون طن خلال الفترة المماثلة من عام 2021 بنسبة نمو متواضعة بلغت على أساس سنوي 0.5%.
رابع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال عالمياً
أما في روسيا، رابع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال عالمياً، فعلى الرغم من تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي بدأت أواخر شهر فبراير 2022، وما تلاها من عقوبات اتخذتها العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة ضد روسيا، لم تتأثر صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال نهائياً بل حققت نمواً كبيراً، حيث بلغت صادراتها خلال الربع الثاني من عام 2022 نحو 8.1 مليون طن، مقابل 7.9 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 2.5%.
بينما بلغت خلال الربع الثالث من عام 2022 حوالي 7.2 مليون طن، مقابل 5.7 مليون طن من الربع المماثل من 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 26% .
تطورات الغاز الطبيعي العالمي
وإجمالا فقد صدرت روسيا خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2022 حوالي 23.8 مليون طن، وهي تتجه لتحقيق رقم قياسي جديد بنهاية عام 2022، خاصة وأنها قامت بتشغيل محطة جديدة للغاز الطبيعي المسال أواخر شهر سبتمبر 2022، وهي محطة Portvaya LNG بسعة صغيرة 1.5 مليون طن/السنة. وتقع محطةPortvaya على خليج فنلندا، على مقربة من محطة ضخ الغاز المغذية لخط نوردستريم-1، الرابط بين روسيا وألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق والمتوقف منذ أغسطس 2022.
لمحطة الوحيدة لتصدير الغاز الطبيعي
وفي النرويج، عادت محطة Hammerfest، إلى حيز التشغيل في شهر يونيو 2022، والتي كانت متوقفة عن العمل لأكثر من عام بسبب حادث الحريق الذي تعرضت له في عام 2020. وعلى مدار الربع الثالث، تم تحميل عدة شحنات من المحطة، التي تُعد المحطة الوحيدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في النرويج وفي أوروبا بأكملها، وبلغ إجمالي ما صدرته من شحنات حتى نهاية سبتمبر 2022 نحو 1.6 مليون طن، والتي توجهت بالكامل إلى الأسواق الأوروبية المتعطشة للغاز، وفي مقدمتها فرنسا.
تعمل بأقل من 70% من طاقتها الإسمية
وفي نيجيريا، أدى تراجع الإنتاج المحلي من الغاز المغذي لمحطة NLNG إلى تراجع صادرات الغاز الطبيعي المسال، حيث باتت المحطة تعمل بأقل من 70% من طاقتها الإسمية.
إجمالي الصادرات خلال الربع الثاني
وفي هذا الصدد، بلغ إجمالي الصادرات خلال الربع الثاني من 2022 نحو 3.8 مليون طن، وذلك مقابل 4.1 خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 7.3%، ثم استمر في التراجع ليبلغ نحو 3.4 مليون طن خلال الربع الثالث مقابل 4.1 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة تراجع على أساس سنوي 19% وهي نسبة التراجع الأعلى منذ سنوات. ولا شك أن تراجع الإنتاج المحلي من الغاز في نيجيريا سيشكل تحدياً كبيراً لتوفير الغاز اللازم لتشغيل وحدة الإسالة الجديدة (الوحدة السابعة) الجاري تشييدها حاليا في نفس المحطة، بطاقة 7 مليون طن/السنة.
أثرت على حجم الإمدادات
كما أنه بخلاف الدول الكبرى سالفة الذكر، شهدت الدول الأخرى تفاوتاً في حجم صادراتها أثرت على حجم الإمدادات في السوق العالمي مثل إندونيسيا، وبروناي. بينما جاء أداء نمو الصادرات بنسب وكميات متفاوتة من الدول الأخرى المصدرة.