سيد الأبنودي يكتب: حمدي عبد العزيز وإرثه الإعلامي
في عصر يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتتزايد سرعة تداول الأخبار، يظل الإعلام القوة الحية التي تنقل الحقيقة وتوثق اللحظات.
حمدي عبد العزيز وإرثه الإعلامي
وفي هذا السياق، تبرز وزارة البترول في مصر كواحدة من الجهات التي نجحت بذكاء في استثمار الإعلام لعرض إنجازاتها، حيث كان حمدي عبد العزيز، المتحدث الرسمي السابق، في طليعة من قادوا هذا النجاح، تحت قيادته، استطاعت الوزارة أن ترسم مشهداً إعلامياً متألقاً يعكس مكانة مصر الاستراتيجية في الساحة العالمية.
حمدي عبد العزيز، الذي شغل منصبه لفترة طويلة، يُعد نموذجًا للقائد الإعلامي الذي استطاع أن يرسم بصمات لا تُنسى في المشهد الإعلامي، ليس فقط على مستوى الوزارة، بل على مستوى البلاد، إذ قاد إدارة الإعلام في وزارة البترول بمهارة واحترافية، مما جعل الوزارة تُبرز كوجهة إعلامية متميزة على المستوى المحلي والدولي.
لقد كانت لي تجربة ثرية في التعامل مع حمدي عبد العزيز على مدى 14 عاماً، خلال هذه الفترة، شهدت عن كثب تفانيه وإخلاصه في العمل، وسرعة استجابته لجميع استفساراتنا المتعلقة بالشأن البترولي، رافقته في العديد من المواقع البترولية، من بورسعيد إلى محافظات الصعيد، وكذلك في حقول البترول، برفقة وزراء البترول السابقين، كانت تلك اللحظات شاهدة على التزامه العميق وعمله الجاد.
مع صدور قرار وزير البترول، المهندس كريم بدوي، بتكليف المهندس معتز عاطف بمهمة المتحدث الرسمي، تنتهي مرحلة مشرقة من مسيرة حمدي عبد العزيز الإعلامية، ورغم انتهاء فترة ولايته، تظل إنجازاته حاضرة بقوة، بفضل الاستراتيجيات الإعلامية التي وضعها والتي أسهمت في تعزيز دور الإعلام البترولي.
نتمنى للأخ والصديق والمعلم حمدي عبد العزيز كل التوفيق في حياته المستقبلية، ونأمل أن تظل مجلة البترول التابعة لوزارة البترول تحت قيادته منبراً مهماً يعكس روح الابتكار والإبداع في القطاع.
تحت قيادته، حقق فريق الإعلام في وزارة البترول قفزات نوعية، حيث تبنى استراتيجيات تسويقية إعلامية جعلت من القطاع البترولي محورًا رئيسيًا في النقاشات الاقتصادية والتنموية.
كما استطاع حمدي أن يبني جسور تواصل قوية مع المؤسسات الإعلامية الدولية، مما ساهم في تحسين صورة مصر عالميًا كوجهة اقتصادية واستثمارية رائدة.
لم يتوقف تأثير حمدي عند الإعلام التقليدي، بل نجح في خلق علاقات وطيدة مع وسائل الإعلام الأجنبية، مما جعل الأخبار المتعلقة بقطاع البترول المصري تصل إلى العالمية بأسلوب جذاب واحترافي، وقد كان لجهوده الأثر الكبير في تسليط الضوء على الاتفاقيات والاكتشافات البترولية التي رفعت من شأن مصر في السوق الدولية.
في عالم البترول، يُعد حمدي عبد العزيز رمزًا للعزيمة والإخلاص، حيث قضى أكثر من أربعين عامًا في هذا القطاع الحيوي، متدرجًا في المناصب وصولًا إلى منصب المتحدث الرسمي.
تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عام 1979، ومنذ ذلك الحين كانت رحلته في قطاع البترول مليئة بالتحديات والنجاحات.
كما شهد حمدي عبد العزيز تحولات كبيرة في تاريخ قطاع البترول المصري، ورافق كبار المسؤولين في مراحل حاسمة مثل حرب الاستنزاف واستعادة حقوق النفط المصري في سيناء وخليج السويس، ولم تكن مساهماته مقتصرة على العمل الإعلامي، بل امتدت لتشمل وضع استراتيجيات إعلامية جعلت من مصر مركز اهتمام العالم في هذا المجال.
كان حمدي عبد العزيز دائمًا مصدرًا للمعرفة والمعلومات، حيث كان حريصًا على مشاركة خبراته الواسعة مع العالم، وامتاز بقدرته الفائقة على التعامل مع مختلف وسائل الإعلام، سواء المحلية أو الدولية، مما عزز من مكانته كشخصية إعلامية بارزة.
إلى جانب عمله الرسمي، كان عبد العزيز داعمًا للصحفيين، يقدم لهم المعلومات الدقيقة ويسهل لهم الوصول إلى الأخبار الصحيحة، كان يشرف على تنظيم المؤتمرات والجولات الإعلامية في الحقول البترولية باحترافية عالية، ملتزمًا بتصحيح المعلومات المغلوطة وتقديم الحقائق بدقة.
كما تميز حمدي أيضًا بخبرته الكبيرة في صياغة البيانات الصحفية ومراجعتها بدقة، مما ساهم في تحسين صورة القطاع البترولي في وسائل الإعلام، وكان يعمل بجهد على تقديم المعلومات بلغات متعددة، ما أتاح له التواصل الفعّال مع الصحفيين الأجانب.
باختصار، يُعد حمدي عبد العزيز نموذجًا للمسؤول الإعلامي الناجح، الذي جمع بين الاحترافية والمسؤولية في عمله، ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الإعلام البترولي، ويستحق كل الاحترام والتقدير على مسيرته الحافلة بالإنجازات.