معلمتي الفاضلة .. شكرا

معلمتي الفاضلة .. شكرا

هالة الدسوقي
[email protected]

في ظل تفاقم انسحاب الأخلاق والقيم لدى الكثيرين وابتعادهم عن جذورهم وسخريتهم من كل أصيل، إلا أنك تصادف على فترات أناس يعطوك الأمل في الحياة .. ولا تكاد عينك تقع على ملامحهم السمحة حتى تصافح صفائهم .. وتنتعش نفسك بعطر أخلاقهم وسماحة خلقهم.

وهو ما أحسست به عندما وقعت عيني على هذه السيدة الفاضلة فهي صاحبة العمل، ولكنها لا تفضل الجلوس في مكتبها تتمتع بهواء التكييف، بل إنها تقف في أول صفوف العاملين لتشرف بنفسها على كل صغيرة وكبيرة.

تلك السيدة الفاضلة مديرة مدرسة ابني، التي وجدتها أول ما صدفتها تُسلم أطفال “الكي جي” لأولياء أمورهم بنفسها فتعجب لما تقوم المديرة بهذا العمل بنفسها وهناك الكثير من العاملين، وهو ما بينته لي “مس غدير”، فقالت أن العمل لا يسير حقا إلا بيد صاحبه.

لاحظت في معلمتنا الفاضلة تواضعها الجم وحسن إداراتها، وأصالة معدنها فهي تفخر بأنها من “الفلاحين”، ونرى أن كثيرين من الجهلاء يسخرون من الفلاحين، وهم الذين جعلهم الله سر الخير على وجه الأرض، فبهم يُطعم الانسان والحيوان وينمو النبات، ولقد قامت حضارة مصر بالزراعة وأطعم فلاحي مصر العالم وقت المجاعة خلال حياة نبي الله يوسف، عليه السلام، الذي قال عن مصر “خزائن الأرض”.

ولم تترك مس غدير “عيد الفلاح” يمر دون أن تحي هذا اليوم وتعلم الأطفال الكثير عن حياته البسيطة الجميلة، فقامت بصحبة فريق عملها المُشرف من معلمين وموظفين بعمل بيئة حية تحاكي حياة الفلاح، وارتدى الأولاد والبنات زي الفلاحين.

وصنع فريق المدرسة الفرن البلدي وجلست طلبات صغيرات أمامه لتحاكي الفلاحات وقت صنع الخبر، وتم صنع “كانون” ووضعت عليه آنية من الفخار، وتم صنع برج للحمام، وتم إحضار “الزلعة” والفأس، وقدمت المدرسة للأطفال وجبة فلاحي شهية جاء على رأسها الفطير اللذيذ الطعم، ليسعد الأطفال بيوم غير تقليدي ويتعلمون كيف يفخرون بأصولهم ويتمسكون بجذورهم ويقدرون الفلاح ولا يسخرون منه يوما … تحياتي لهذه السيدة الأصيلة وفريقها الرائع .. شكرا

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى