“كُل .. عشان متمتش وإنت جعان”
هالة الدسوقي
لعلي لم أكتب عن غزة منذ بداية الأزمة .. واكتفيت برسم كاريكاتير يلخص ما يحدث دونما أن أخط حرفا واحدا، فالوضع في غزة أفظع مما قد تصوره الكلمات.
ولكن ما جعلني أكتب اليوم صورة غاية في الصعوبة تكررت على مواقع التواصل الاجتماعي، بها شخصيتان .. الشخصية الأولى لطفل فلسطيني يبكي بحرقة وألم شديدين، والأخرى لمواطن عربي يحمل الطعام .. وخلفهما الدمار، ويصاحب الصورة تعليق – ما أقساه – يقول :”كُل .. عشان متمتش وإنت جعان”.
والله فإن تعليق الصورة زادني حسرة فوق حسرتي .. وحزنا فوق حزني .. وقهرة فوق قهرتي .. إنه أفظع تعليق قد يصاحب مصيبة ما يلاقيه أهلنا في غزة، إنه كالسياط تقطع الظهر وكالسكين تطعن القلب .. حقا ..ما أقساها من كلمات.
وبالطبع يقصد التعليق إما الحكام أو الشعوب، ولن أتحدث عن الحكام فهم تحكمهم قواعد السياسة، والسياسة لها حساباتها الخاصة، ولذا فهي منزوعة القلب ولا تعترف بالإنسانية وخاصة في جانب بعض الشعوب .. وهذا لا يخفى على أحد، ولذلك فليس هذا مجال حديثنا .
أما الشعوب فهي لا تمتلك أن تتحرك إلا في ثلاث اتجاهات لمواجهة تلك الأزمة القاتلة إما بالتبرعات أو الوقفات وبالطبع فوق هذا وذاك الدعاء المستمر لله بأن ينقذ أهلنا في غزة وينتقم من الطغاة المعتدين.
وتجتهد الشعوب بكل ما تملك لمساعدة أهلنا في غزة بهذه الطرق المتاحة، وأعلم أنه لو تسنح لهم الفرصة لكونوا دروعا بشرية لحماية الأطفال والكبار من هجمات الاحتلال، ولذا فصورة مثل تلك المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تقسو على تلك الشعوب كثيرا.
فتلك الصورة تقوم بدور السياط التي تلهب ظهور الجميع، دونما تقديم الحل ..
هل هناك حلول غير تلك الطرق الثلاثة للمساعدة ؟ الوضع أصعب من وضع اقتراحات فكل ثانية تمر تحدث كارثة ويسقط قتلى من الأطفال والكبار .. ليت هناك حلولا أخرى
وماذا بعد ضياع الحياة … لا شيء .. ولمن يظل على قيد الحياة ماذا تعنى له الحياة .. وهو يعيش بلا شيء، فلا بيت ولا أسرة ولا وطن..الوطن محتل والبيت مقصوف والأسرة أفرادها غادورا الحياة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل . اللهم فوضنا أمرهم إليك .