دوخيني يا حكومة !

دوخيني يا حكومة !

هالة الدسوقي

حكومتنا الغالية ..العزيزة ..أصبحت بديلا لليمونة في هذه الأيام ..

نعم فهي من تدوخنا ليل نهار.

فكان في قديم عهد مضى..نصرخ من ارتفاع الأسعار …… أسعار المشتريات.. أكل ..شرب …لبس… موبيليا …… إلخ

أما الخدمات المقدمة من جانب الدولة فلم تطولها الزيادة بهذا الجنون من قبل .. ولن تصاب قبل ذلك بالسعار الموجود الآن.

ونعلم جميعا أن الدعم أصبح في “خبر كان” ……وازدادت أسعار الكهرباء والمياه والغاز بشكل مفجع، هل رفع الدعم يجعل قيمة فواتيرها كما نعايشها تلك الأيام … أم أن تلك المبالغ قد تُضرب في 2 أو 3 أو 4 أو الرقم الذي تضعه الحكومة !!

والكل يعلم أيضا أن تعريفه المحاسبة على تلك الخدمات زادت .. وقسمت قيمة الاستهلاك إلى شرائح…فليس من حق المستهلك أن يزيد في الاستهلاك.. فإن زاد استهلاكه عن حد معين يدخل لشريحة أعلى تُحاسب بتعريفة أغلى وهكذا ..

أما العجيب.. والغريب ..والرهيب ..أنه لو أن لديك على سبيل المثال عداد مياه أو غاز أو كهرباء لا يستهلك ……. نعم لا يستهلك … فله فاتورة بالثمن الذي تراه الحكومة .. يعني على سبيل المثال الشقة التي لا تستهلك غاز ففاتورتها كانت 3 جنيهات منذ عامين على ما أذكر .. ووصلت الآن إلى 15 جنيه … والمواطنين ملتزمين بالدفع …. ولا تناقش ولا تجادل يا أخ على !

وأحيانا قد تفاجئك تلك الشركات بحركات لا تخطر لك على بال.. وكمثال.. إليكم قصة عداد …

بالطبع كثير من المصريين بالخارج شققهم مغلقة وبها عداد كهرباء وغاز … ماحدث لبطل قصتنا “عداد الغاز” … الآتي ….. أحدهم ممن يعملون بشركة الغاز جاء لقريب أحد المسافرين بالخارج وطالبه بفضل الغاز عنها لغياب صاحبها .. وهذا قرار شركة الغاز كإجراء احترازي وللأمان.. وسمح له المسئول عن الشقة بذلك.. فقام العامل بخلع وصلة صغيرة من العداد إلى المواسير الممتدة للمطبخ … وسهل الأمور للمسئول عن الشقة بأنه عندما يعود صاحبها يذهب للشركة ويدفع فقط 85 جنيه ويتم التوصيل دون مشكلة……..

بعدها يكتشف الرجل أنه وقع في “ورطة” وأنه سوف يتحمل بمرور الوقت تكلفة قد تصل لآلاف الجنيهات…ليطير إلى شركة الغاز ..ويتفاجأ بتقارير غير صحيحة بأن الشقة مغلقة منذ دخلها الغاز منذ ما يقرب من ثمان سنوات … وهذا غير صحيح ….. ولكي يعيد الغاز ثانية إلى الشقة فعليه دفع  117 جنيه ، ثم يأتي الفني ليعيد الوصلة كما كانت ثم الكشاف يتأكد أن العداد غير معطل … ثم يتم دفع رصيد عام كامل بعد الإبلاغ عن أن العداد مغلق …. 200 جنيه مقدما للشركة على عداد لا يستهلك.

أما الكهرباء فقصتها قصة .. وحدث ولا حرج …

في ظل رفع الدعم تلتهب الفاتورة للشقة الواحدة لتبدأ من  200 ورافع وقد تصل للآلاف … ولك أن تزور شركة الكهرباء لتسمع “العجب العجاب” فهذه سيدة كبيرة في السن تشتكي أن الفاتورة بـ  1500جنيه.. وهي لا يمكن أن تستهلك بهذا الرقم أبدا….

وشخص آخر لديه عداد قراءته أقل من الفاتورة الموضوعة له … فعليه أن يصل باستهلاكه إلى الفاتورة لتحل مشكلته .. وهو ما كان سيجعل الرجل يفقد عقله … فهل يفتح الأنوار والأجهزة على “الفاضي والمليان” !!…… لا حل؟!

وآخر لديه عداد كهرباء معطل ووضعت له فواتير بشكل تقديري من جانب الشركة ليصل اجمالي ما عليه 2000 جنيه … وهو معطل، فكيف الحال لو كان يعمل !!

وإليكم رد فعل الموظف في أي من الشركات السابقة الذكر عندما يثور المواطن المطحون … يعطيه الفاتورة ويقول له بهدووووووووء :”حقك عليه..خد فاتورتك وامشي”.

ويظل المواطن المطحون في رحلة “دوخيني يا حكومة” من شركة لأخرى لسداد فواتير شهرية أسعارها “خرافية” من مياه وكهرباء وغاز، ولا نعلم إلى متى سوف ترتفع الأسعار، وهل يستطيع المواطن الصمود ؟! أم أنه سوف يصل لمرحلة بيع ملابسه ؟!

حفظكم الله

[email protected]

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى