غربان البشر

غربان البشر
هالة الدسوقي
[email protected]

“والله لسة من حوالى ١٥ يوم طالبة راكبة فى القطر اللى عندنا عند المزلقان -منطقة بشتيل- ومجموعة من الولاد حدفوا طوب على القطر وهو ماشى جت فى عين البنت اتصفت فى وقتها ..لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم .. منهم لله ومن الاهالى اللى تسيب ولادهم يعملوا كدة”هذه هي احدي الردود التي وصلتني ردا على مقال ” قفا الحلاقة“..

إنه لشيء مؤسف، ان يصل الاستهتار بالبعض لهذه الدرجة .. بل انعدام الضمير وغياب الرحمة وتلاشي الانسانية ..
كيف لهؤلاء الأبالسة ان يضيعوا مستقبل فتاة بمنتهى البساطة هكذا .. فهم غربان سوداء ترتكب الجرم من أجل ارتكابه فقط لا غير .

فمنطق الغراب في الحياة انه يفعل الآذية من أجل الآذية ..فالمثل يقول “قالوا للغراب ليه بتعمل الآذية ؟ .. قال : الأذية طبع فيه”.

ولا أخفيكم .. لقد قبض نفسي هذا الرد على مقالي.. ما الذي سوف تفعله هذه الفتاة المسكينة التي فقدت عينها في لحظة دونما جرم ارتكبته ؟.. فهي تستقل القطار ليوصلها لمقصدها .. فتصاب بمصاب يوقف القلب حزنا … كيف ستعيش حياتها ؟ سوف تعيش بعين واحدة !!… لكم أن تتخيلوا كيف سيؤثر ذلك على حياتها وفرص عملها أو زواجها مستقبلا أو حتى تعاملها مع الناس قبل كل هذا ؟! .. فحتما سوف يقابلها من يضايقها بكلماته المتنمرة … فيسألونها كيف حدث هذا ؟ ولماذا؟ وعلامات استفهام كثيرة … تجرح كل علامة منهم روحها وتستنزف انسانيتها.

والمؤكد أن حق هذه ضائع – عند البشر – لا محالة .. وبالطبع لن يضيع عند رب البشر .

ولنفكر سويا .. في ضياع حق تلك الفتاة .. ففي تلك الحالات لابد من تعويض المجنى عليه من جانب الجاني … ولو كان القصاص مطبق لفقعت عينه كما فقع عين تلك الفتاة..

وان حدث بفرض تعويض أو بتطبيق قصاص، فكيف يمكن أن نجد هذا المؤذي … فتلك الضحية تستقل قطار يسير بسرعة … وهذا المؤذي يسير أرضا بصحبته السوء ملق بالطوب على القطار .. موقف صعب .. لا يتمناه أحد لغيره .. سوى مرتكبه حتى يذوق من نفس الكأس المريرة التي سقى هذه الفتاة منها.

ولو أن هناك قوانين صارمة تسن معاقبة لهؤلاء الأشرار لما حدث مثل هذا الحادث .. لأن هؤلاء لا يحكمون سوى بالخوف … وان سنت القوانين فيجب تطبيقها على الجميع … فلا الرشوة ولا المعارف توقف تطبيقها … وهي الوسائل القذرة التي تقف في الغالب في وجه تطبيق العدالة .. حتما لابد من تحرك لمواجهة هؤلاء حتى يأمن الجميع على حياته وتسير الحياة بلا مفاجآت مصائبية تحطم مستقبل الضحايا .

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى