وماله العيش البلدي !!

هالة الدسوقي

[email protected]

وسط استفزازات الأسعار التي تحيطنا من كل جانب ، وموضة “ولسه هيغلى” .. استفزني كثيرا استغلال البعض للمناسبات والمواسم، فمع بداية العام الدراسي الجديد، شن أصحاب “الأفران الإفرنجية” حرب معلنة على أولياء الأمور.

ومع بداية الدراسة ..وضرورة وجود السندوتش ..داخل “اللانش بوكس” مُعزز مُكرم محشو بإتقان، لحين ميعاد تناوله في الفسحة، قام أصحاب المخابز بتصنيف جديد لأسعار الفينو وأصبح أصغر “صباع فينو” يحمل تسعيره “الجنيه”، بعد أن سجل سعر 75 قرشا مؤخرا، ولم يقف الأمر عند حد رفع سعر أصغر رغيف، بل أمتدت المؤامرة على حجم هذا “الصباع”، فأصبح يشكل “عقلة الإصبع” وليس الإصبع كله.

ولك أن تتخيل أن “صباع الفينو” في حجم حقا لا يصلح لشقه نصفين لوضع الحشو داخله فهو شديد النحافة، شديد الصغر، وإن كان لك طفل في المدرسة فلن يكفيه بخمس جنيهات “فينو” يوميا، لأن المسكين لن يجد في هذا المدعو “فينو” ما يأكله، ولذا فعليك زيادة أعداد أصابع الفينو من أجل تقديم وجبه تصلح لإشباع طفل خلال يومه الدراسي الطويل، وبالتالي تحديد ميزانية إضافية جديدة.

فلو فرضنا أن الطفل سوف يستهلك بخمس جنيهات يوميا “فينو”، فطفلين سوف يستهلكون بعشرة جنيهات وإن كانوا ثلاثة بخمسة عشر جنيها فينو يوميا، وهكذا .. مما يعني أن بند الفينو سوف يرهق ميزانية الأسرة المرهقة من الأساس.

وأرى أنه على أولياء الأمور عدم الخضوع لاستغلال أصحاب الأفران، ومقاطعة المدعو “عقلة إصبع الفينو” واستبداله بـ”العيش البلدي”، فمميزات البلدي أكثر من الفينو، ومع هوجة غلاء السعر وتخفيض الوزن يصبح هذا الكلام ذو قيمة كبيرة.

وعليهم إقناع أطفالهم أن العيش البلدي هو الخيار الأصلح، فـ”البلدي يوكل”، وهي مقولة صحيحة ماديا وصحيا، ففائدة العيش البلدي الصحية أعلى من الفينو، فهو يحتوي على نسبة أكبر من المغذیات، فهو يحتوي على فیتامین “ب6 “و”إي” وحمض الفولیك والماغنیسیوم والزنك والنحاس والمنجنیز إضافة إلى احتوائه على فیتامینات وألیاف.

أما الفينو المصنوع من الخبز الأبيض فيحتوي على ألياف أقل، مما يؤخر على عملية الهضم ويمكن أن يتسبب في حالات إمساك قوية، كما يحتوي على نسبة من السكريات والكربوهيدرات، وتؤدي كثرة تناوله إلى زيادة نسبة السكر في الدم، على عكس الخبز البلدي الذي تنخفض درجته على مؤشر نسبة السكر في الدم، بل ويتحكم في النسبة، وهو ما يقلل مخاطر الإصابة بمرض السكر والسمنة وأمراض القلب والأوعیة الدمویة.

 

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى