البمب والصواريخ .. وما فعله السفهاء منا !

هالة الدسوقي

[email protected]

لعل السر في الربط بين شهر مضان الكريم و كل تلك السفهات التي تحدث فيه هو تفريغ الشهر من مقصده الحقيقي و محاربة روحانياته وصبغه بصبغة أبعد ما تكون عن العبادة وأقرب ما تكون للهو والعبث .

فبعض الكبار .. ومن ثم الصغار يضعون شهر رمضان في صورة أبعد ما تكون عنه، فيتصورون أنه شهر التليفزيون في البيوت.. والبمب والصواريخ والشماريخ في الشوارع، وليحدث لمن يعبر الشارع ما يحدث !

فتكون في طريقك تنعم بأمان الله حتي تقفز فزعا ..ورعبا ..وترتعش أوصالك .. وتضطرب أعصابك لصوت مدوى يخترق أذنيك، وتبحث عن مصدر الصوت  فتجد أمامك طفل يضحك لما أصابك، أو يجري وضحكته تملأ الآفاق من نتيجة فعلته الشنعاء .. وأنت بدورك لا تملك سوى ترديد حسبنا الله ونعم الوكيل.

ولك أن تتصور .. رد طفل على سؤال لماذا تشتري الصواريخ وتحدث ضجة ؟! فجاء الرد : ورمضان إيه غير بمب وصواريخ ؟ّ!

يا لها من فاجعة .. لخص شهر رمضان الكريم في كلمتين .. بمب !! وصواريخ!!

تلك كانت الفاجعة.. أما المصيبة من تلك الألعاب الغبية، والتي يشتريها الأطفال بموافقة الآباء، هو ما حدث لطفلة في الصف السادس الإبتدائي، وهي واقعة حقيقية حدثت في هذا الشهر الكريم، حيث ألقت جارتها بصاروخ أو شمروخ فأصابها في إحدى عيناها فتدلت تلك العين على وجهها لتفقدها إلى الأبد !!

وأي مصيبة ! .. لعب ولهو خطير يقضى على مستقبل طفلة في مقتبل العمر، بالله عليكم كيف يمكن تعويض تلك الطفلة عما حدث لها؟!

وربي .. مهما أكتب من كلمات فلن يعبر بأي حال عن حالة الطفلة تلك ووالديها .. وما تلك العقوبة التي تستحقها من أجرمت في حقها؟ وهل هذا المسلسل البغيض سوف يستمر مع كل شهر رمضان يقبل علينا، وتطل المصائب علينا بسبب البمب والصواريخ.

يا سادة .. الموضوع حقا يحتاج لوقفة، لابد من وقف السفهاء عند حدهم وعدم تمكينهم من التلاعب بمصائر بشر آخرين.

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى