الذئب “أبو بدلة”

صدم فيديو الذئب “أبو بدلة” الكل، وقد شاء الله القدير على فضح ذلك الشخص على مرأي ومسمع من الجميع بفضل تلك السيدة ذات الشهامة، التي أنقذت تلك الصغيرة من عبث ذلك الخبيث.

ولعل “أبو بدلة” ذلك .. ليس أول أو أخر ذئب، بل أن الذئاب للأسف  كثيرون، فهم متواجدون بالطرق.. والمواصلات العامة .. وفي حجرات الدروس …وداخل التكاتك.. وقد يمتد الأمر، والعياذ بالله، إلى الأقارب… في حوادث صادمة لا تتصورها فطرة سليمة.

وقد عانت الفتيات من هؤلاء أشد المعاناة وأمّرها.. ففي رحلة الحياة  تتعرض الفتاة من صغرها لمضايقات.. وتحرش ..ومحاولات اعتداء، قد نصنفها بأنها كثيرة، وتصدر تلك التصرفات المشينة من ذئاب يرتدون البدل أو أفضل الملابس .. و”أشيكها”.. والتي تخبيء خلفها من القاذورات ما يشمئز منها الذوق السليم .

وقد كنا في رحلتنا للمدرسة نعاني من هؤلاء الخبثاء ..حتى اقترح بعض البنات وقتها بحمل “دبوس”..يدمي من يفكر في أن يقربها، وكنا كثيرا ما نواسي إحدانا ممن تعرضت لمضايقة أحد الذئاب .. وقد خنقها الحياء من أن تفضحه أمام الجميع ونهديء من روعها ونكفكف دموعها ونحن ندعو عليه بالموت ..والخسف ..والحرق.

وقد تتبع فتاة أخرى سياسة “النظرة القاتلة” لهذا السافل كي يبتعد عنها .. وقد تتجرأ أخرى لتفضحه أمام الجميع فيلوذ اللئيم بالفرار مسرعا من الأتوبيس قبل أن يلقى عقابه من البعض.

وكما قلنا .. قد يرتدي الذئب زياً يدل على الاحترام ويعمل بوظيفة تضفى عليه سمة الاحترام لكن دواخله دنيئة .. فلا يعتد بوظيفته ودوره في الحياة ..فنٌصدم بمدرس يقوم بهذه الفعلة في حق طالبته .. أو طبيب في حق مريضة .. أو قريب في حق ذات قربى له.. وفي أغلب الأحوال لا يتم فضحه.

ومن المرعب .. أن ضحايا معدومي الضمير والدين والمروءة هؤلاء ليس الفتيات فقط بل والأولاد أيضا .. فالدناءة لا تفرق بين الجنسين.. واقع مرير يقبض النفس .. ويرعب الروح على هؤلاء الزهور، الذين بفعلة هؤلاء تطاردهم عقد نفسية تحطم أرواحهم طيلة أعمارهم.

ومن المُسلم به .. أن هؤلاء الذئاب لا يخافون الله .. ويتوارون من البشر ولا يضعون في حساباتهم رب البشر، لذا فخوفهم ينحصر في البشر، إذا فلابد من وضع عقوبات صارمة بل شديدة الصرامة والقسوة على مثل هؤلاء، ليفكر كل وقح قبل أن يقوم بفعلة خبيثة مثل هذه.. والاعلان عن تلك العقوبات في كافة وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي .. وملاحقة كل مرتكب لهذا الجرم.. لأنه وببساطة ..اغتيال البراءة يستحق أغلظ العقوبات وأشدها…حفظ الله أولادنا وأولادكم من كل سوء وشر.

[email protected]

hala El Desouki

"هالة الدسوقي .. صحفية ورسامة الكاريكاتير.. خريجه كلية الإعلام جامعة القاهره.. وخبره ٢٠ عاما في العمل الصحفي.. عملت في أكثر من موقع منها موقع محيط وعشرينات وجريدة المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى